"الدردشة مع الغرباء" تؤثر بشكل إيجابي على الصحة

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 01:06 مساءً - وفقًا للنتائج العلمية الحديثة، فإنّ مجرد الدردشة مع الغرباء يمكن أن يحمل مفتاح تحسين الصحة؛ ففي حين أن البعض قد ينظر إلى هذا الحديث القصير مع وجوه غير مألوفة على أنه أمر عادي، تشير الأدلة إلى أنه قد يعزز الصحة العقلية والجسدية.

Advertisements

 وبالاعتماد على دراسات مختلفة، بحسب تقرير نشره موقع webmd الطبي، صاغ الباحثون مصطلح "فيتامين إس"، المشتق من كلمة (strangers) للدلالة على الفوائد الاجتماعية المكتسبة من التعامل مع الغرباء. ويؤكد الباحثون من جامعة "فريجي أمستردام" الهولندية على الدور الحيوي الذي تلعبه الروابط الاجتماعية في حياة الإنسان، مؤكدين أن رفاهيتنا تزدهر عندما نتفاعل مع الآخرين.

كما أكد الخبراء من جامعة بريغام يونغ الأمريكية، على العلاقة القائمة بين الترابط الاجتماعي والسعادة العامة وطول العمر. ومع ذلك، فقد ركزت الكثير من الأبحاث السابقة على نوعية وكمية العلاقات الوثيقة. ويشير علماء النفس في جامعة "ساسكس" البريطانية، إلى أن تنويع التفاعلات، بما في ذلك التفاعلات مع المعارف والغرباء، قد يقدم فوائد إضافية.

وأظهرت الدراسات التي أجريت في عام 2022 في فنلندا أن الأفراد الذين لديهم تفاعلات اجتماعية متنوعة، لا تشمل العلاقات الوثيقة فحسب بل تشمل أيضًا المعارف العرضية، يتمتعون بصحة بدنية أفضل، ومعدلات وفيات أقل.

وعلى عكس المخاوف الأولية، كشفت الأبحاث أن بدء المحادثات مع الغرباء يؤدي إلى نتائج إيجابية. وقد أظهرت التجارب التي أجريت في وسائل النقل العام وفي البيئات الاجتماعية أن مثل هذه التفاعلات يمكن أن تعزز الحالة المزاجية وتعزز الشعور بالانتماء. وسلط الخبراء من جامعة كاليفورنيا الضوء على السهولة المدهشة التي يتكيف بها الأفراد في التحدث مع الغرباء، مما يؤدي إلى تعزيز مستويات السعادة.

وأكدت الدراسات الإضافية، بما في ذلك تلك التي أجريت في ألمانيا وتركيا، على الفوائد الصحية طويلة المدى للتفاعلات العابرة، إذ إنّ التأثير الإيجابي الناتج عن مثل هذه اللقاءات قد يخفف من الآثار الضارة للوحدة والتوتر، مما يساهم في النهاية في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ووظيفة المناعة.

علاوة على ذلك، تم ربط الانخراط في أعمال طيبة تجاه الغرباء بتقليل الالتهاب والتعافي بشكل أسرع من التوتر. كما يعزز الود على مستوى المجتمع الشعور بالانتماء ويرتبط بانخفاض حالات الإصابة بالسكتات الدماغية والسكري، فضلاً عن ارتفاع معدلات الاستفادة من الرعاية الصحية الوقائية.

وعلى الرغم من الفوائد الواضحة، فإن الأعراف المجتمعية والتقدم التكنولوجي، وخاصة الهواتف الذكية، أعاقت مثل هذه التفاعلات التلقائية على مدى العقدين الماضيين، حيث كشفت استطلاعات ما قبل الوباء عن إحجام واسع النطاق عن التعامل مع الغرباء في الأماكن العامة. كما تشير بعض الدراسات إلى أن الأفراد يميلون إلى التقليل من مدى تقبل الآخرين لمبادرات المحادثة.

وبالرغم من هذا، فإن بدء المحادثات مع الغرباء، سواء في المخبز المحلي أو في وسائل النقل العام، يوفر عددًا لا يحصى من الفوائد لكل من الأفراد والمجتمعات على حد سواء. ومع استمرار الأبحاث في التأكيد على أهمية الروابط الاجتماعية، فإن اغتنام فرصة التعامل مع الغرباء يمكن أن يكون بالفعل الوصفة المهملة لصحة أفضل في عالمنا المترابط بشكل متزايد.