أغصان "الآس" تظلل قبور الراحلين في أول أيام العيد.. ما السبب؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 11:09 صباحاً - يحمل من يُفجع بموت عزيزٍ، أو فقدان غالٍ، أغصان "الآس" إلى قبر الفقيد، ويفردها فوق سطحه ويعلق بعضها في أعلى الشاهدتين، في صباح أول أيام العيد.

Advertisements

وفي بلاد الشام، تقول المحبوبة لفارس أحلامها: "تِشْكُل آسي"، بمعنى ليتك "تقبرني"، و"تزينُ مدفني بأغصان الآس"، كنوع من التودد للحبيب والتزلف إليه.

ويقول الناس إن في رائحة "الآس" الزكية، علامة تطهّرٍ، وفي اخضراره الدائم، شعور بالحياة.

أغصان "الآس"متداولة

واعتاد الناس في مدن بلاد الشام والعراق، الخروج باكراً، صباح اليوم الأول لعيد الفطر، بعد صلاة الفجر، من أجل زيارة الموتى وقراءة الفاتحة على أرواحهم، حاملين أغصان "الآس"، التي يعدونها من الليلة الماضية.

ويقول الباحث التاريخي الدكتور عبد الوهاب أبو صالح لـ"الخليج 365": "يرجع الآس إلى عهود قديمة ربطته بالأمجاد والانتصارات، وفي الفترة الهلنستية كان من طقوس الآلهة أفروديت".

وبسبب عدم وجود نص ديني، يتناول شجيرة "الآس" ويحدد موقفاً منها، اجتهدت الذاكرة الشعبية وأضافت على "الآس" الكثير من التفسيرات الإيجابية الداعية للمحافظة عليه.

وعُرف "الآس" في طقوس بعض الديانات القديمة، مثل المندائية، حيث يوضع خاتم من "الآس" في إصبع المولود قبل أن تبدأ إجراءات عمادته بالماء.

أخبار ذات صلة

عادات وطقوس مختلفة.. كيف يقضي اليمنيون عيدهم؟ (صور)

وفي يوم الوقفة، الذي يسبق عيد الفطر، تعرض في الأسواق كميات كبيرة من أغصان "الآس" الأخضر، التي سيحملها المحزونون إلى قبور أقربائهم وأحبتهم صباح العيد، فـ"الآس" كما يعتقدون، يبرّئ الأرواح، ويشعرها بالاطمئنان.

وعثر على "الآس"، في منحوتات الآثار الفرعونية، وكان يستخدم في الكثير من الوصفات الطبية، وذكره ابن سينا وأبو بكر الرازي وابن البيطار.

ووُصف علاجاً لأمراض جهاز التنفس، وللمحافظة على صحة الشعر وسلامة الكلى، إضافة إلى تحسينه للقدرات المعرفية.

أغصان "الآس"متداولة

وفي العراق، يسمى "الآس"، "الياس"، ودرجت معظم البيوت البغدادية على زراعته في حدائقها، وفي الشوارع اعُتمد عليه في تلطيف الجو أيام الصيف القائظ.

وبعد انتهاء زيارة الناس للمقابر صبيحة العيد، يختلف مشهد المقبرة بشكل جذري، فتظهر أغصان "الآس"، مثل غابة خضراء مزروعة فوق بياض القبور الناصع، حيث من الضروري قيام الأهالي بطلاء مدافن أحبتهم بالأبيض قبل يوم من قدوم العيد.

واستناداً إلى معنى "الآس" في الحضارات القديمة، تظهر أغصان "الآس"، كنباتات تحتفي بالحزن والسعادة معاً، واستخدمه اليونان للتعبير عن المجد والرِّفعة، ووضعه اللاحقون على القبور تعبيراً عن هول الفقد.