المضادات الحيوية النفسية.. حليف محتمل ضد الاكتئاب

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 9 أبريل 2024 10:06 مساءً - يشكل الاكتئاب، وهو مشكلة صحية عالمية منتشرة، تحديات كبيرة لما له من تأثير ضار على الأفراد والمجتمعات على حد سواء، إلا أن الأبحاث الناشئة تشير إلى وسيلة جديدة للعلاج من خلال الأدوية النفسية.

Advertisements

وقال موقع "نيوز ميديكال" إنه في دراسة شاملة نُشرت مؤخرًا في مجلة Nutrients المرموقة، اكتشف الباحثون الإمكانات العلاجية للمضادات الحيوية النفسية في تخفيف الاكتئاب من خلال استعادة التوازن الميكروبي، وتعديل محور الميكروبيوم والأمعاء والدماغ.

الاكتئاب المتمرد

ويفرض الاكتئاب خسائر فادحة، ليس فقط من حيث المعاناة الفردية ولكن أيضًا من خلال فقدان الإنتاجية، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية، وشبح الانتحار المثير للقلق، ومحور هذه الدراسة هو مفهوم دسباقتريوز، وهو خلل في ميكروبيوم الأمعاء، والذي يمكن أن يعطل محور الأمعاء والدماغ، وبالتالي يعجل أو يفاقم أعراض الاكتئاب.

ووفقا للدراسة تمارس المضادات الحيوية النفسية، وهي فئة من البكتيريا المفيدة، تأثيرات إيجابية على المسارات الفسيولوجية المختلفة المرتبطة بالاكتئاب، بما في ذلك حاجز الأمعاء، والاستجابات المناعية، ومستويات الكورتيزول، ومحور الغدة النخامية والكظرية.

وأوضحت الدراسة أنه من الأمور الواعدة بشكل خاص هو تطبيقها المحتمل في حالات الاكتئاب المتمرد، حيث أثبتت العلاجات التقليدية عدم فعاليتها.

وتقوم الدراسة بتجميع الأدلة السريرية بدقة وتوضح الآليات المعقدة التي من خلالها تمارس المضادات الحيوية آثارها العلاجية على الاكتئاب، عن طريق تعديل التواصل بين الأمعاء والدماغ.

وتشدد الدراسة على أنه من الأمور المركزية في هذا الفهم هو التفاعل العميق بين محور الأمعاء والدماغ والاضطرابات الاكتئابية، التي تتميز بمسارات جزيئية متعددة الأوجه تتضمن خلل تنظيم الناقلات العصبية، وانخفاض مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، واستجابات الإجهاد الشاذة، والتغيرات الالتهابية في تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء.

يشار إلى أن الإجهاد المزمن، وهو أحد الأسباب المعروفة للاكتئاب، يعطل التوازن المعوي ويغير التركيب الميكروبي للأمعاء؛ مما يعزز بيئة مواتية لأعراض الاكتئاب.

فعالية تدخلات بروبيوتيك

 وأكدت النماذج الحيوانية على الدور المحوري لمحور الأمعاء والدماغ في حساسية الإجهاد والمرونة؛ مما يعزز الترابط المعقد بين ميكروبات الأمعاء والصحة العقلية. 

والجدير بالذكر أن الدراسة تسلط الضوء على إمكانات المستقلبات الميكروبية المعوية، مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، والسيروتونين، والدوبامين، في التوسط في التأثيرات المضادة للاكتئاب عن طريق تعديل الالتهاب العصبي واللدونة التشابكية.

 وتؤكد الأدلة السريرية فعالية التدخلات بروبيوتيك، سواء بمفردها أو بالاشتراك مع العلاجات التقليدية المضادة للاكتئاب، في تحسين نتائج علاج الاكتئاب واضطرابات المزاج ذات الصلة.

وختمت الدراسة بتأكيد الدور المتزايد للمضادات الحيوية النفسية في إحداث ثورة في نماذج علاج الاكتئاب، مع ظهور الاكتئاب باعتباره مصدر قلق رئيسي للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، فإن تسخير الإمكانات العلاجية للمضادات الحيوية النفسية الصديقة للأمعاء يمثل وسيلة واعدة لتعزيز الصحة العقلية.

وبينما يتصارع المجتمع مع العبء المتصاعد للأمراض النفسية، فإن تعزيز صحة الأمعاء المثالية من خلال التدخلات الغذائية ومكملات البروبيوتيك تظهر كاستراتيجية مقنعة في السعي لتحقيق الصحة النفسية.

أخبار متعلقة :