محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 9 أبريل 2024 09:03 صباحاً - كشفت دراسة جديدة، أجرتها "إمبريال كوليدج لندن"، السبب وراء احتمال حدوث اضطرابات ضربات القلب القاتلة، والمعروفة باسم "عدم انتظام ضربات القلب البطيني"، في ساعات الصباح الباكر.
وبحسب تقرير نشره موقع medicalxpress، لاحظت الدراسات السابقة هذا الاتجاه، ولكن آلية التحفيز الأساسية بقيت غير معروفة حتى الآن.
الكورتيزول اليومي
وحددت الأبحاث وجود علاقة بين اضطرابات القلب هذه والارتفاع الطبيعي لهرمون التوتر الكورتيزول، والذي يصل إلى ذروته في مجرى الدم خلال ساعات الصباح الباكر.
ومن خلال التجارب التي أجريت على الفئران، اكتشف الباحثون أن الكورتيزول يرتبط بمستقبل معين في خلايا القلب، ينتقل هذا المستقبل بعد ذلك إلى النواة، حيث يؤثر على الجينات المسؤولة عن تنظيم القنوات الأيونية في غشاء الخلية، التي تتحكم في نبضات القلب.
بالتالي فإن أي تغيير في نشاطها يزيد من تعرض القلب للنبضات الكهربائية غير المنتظمة، مما يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
ويشهد إيقاع الكورتيزول اليومي، الذي يتأثر بالنوم، زيادة قبل لحظات فقط من استيقاظ الفرد، لذا تشير هذه النتيجة إلى وجود صلة مباشرة بين زيادة الكورتيزول عند الاستيقاظ وزيادة تعرض القلب لاضطرابات الإيقاع خلال ساعات الصباح.
علاوة على ذلك، تقدم الأبحاث آثارًا واعدة للعلاجات المحتملة في هذا المجال. ففي التجارب التي أجريت على الفئران، أدى حقن دواء يثبط مستقبلات الكورتيزول إلى منع التغيرات الصباحية في القنوات الأيونية بشكل فعال، مما خفف من التعرض لاضطرابات ضربات القلب.
خيارات علاجية جديدة
وأكدت الباحثة الرئيسية أليسيا ديسوزا من "المعهد البريطاني للقلب والرئة" على أهمية النتائج، قائلة: "تظهر قلوبنا نقاط ضعف مميزة في أوقات مختلفة من اليوم، مدفوعة بإيقاعات الساعة البيولوجية القديمة التي تطورت على مدى ملايين السنين".
وأضافت: "لقد أجريت هذه الدراسة على الفئران، ونعتقد أن هذه النتائج تنطبق بشكل مباشر على قلوب البشر والثدييات".
بدوره، شدد البروفيسور جيمس ليبر، المدير الطبي المساعد في "مؤسسة القلب البريطانية"، على أهمية إجراء مزيد من التحقيقات في أسباب عدم انتظام ضربات القلب البطيني لمنع النتائج القاتلة المحتملة.
وأعرب عن تفاؤله بشأن آثار الدراسة، مشيرًا إلى أن تحديد الكورتيزول كعامل رئيسي يمكن أن يمهد الطريق لخيارات علاجية جديدة للحد من عدم انتظام ضربات القلب لدى الأشخاص المعرضين للخطر.
وتمثل الدراسة أحدث جهد في سلسلة من المساعي البحثية التي تهدف إلى فهم إيقاع النشاط الكهربائي للقلب ليلًا ونهارًا وقابليته للإصابة باضطراب نظم القلب المختلفة في أوقات مختلفة من النهار أو الليل.