الزراعة بالمياه المالحة.. حل مبتكر لأزمة الغذاء العالمية

محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 08:22 مساءً - كتبت في جنوب إسبانيا، قصة نجاح في زراعة المحاصيل بالمياه المالحة.

Advertisements

ومن شأن هذا الابتكار العلمي، تقديم حل للأزمة المتصاعدة المتمثلة في ندرة الغذاء العالمية والتي تفاقمت بسبب تملح التربة، وفق ما ذكر موقع "بزنس إنسايدر".

وقال الموقع إن التربة المليئة بالملح، والتي تؤثر على أكثر من ملياري دونم على مستوى العالم، تمثل عقبة كأداء أمام الزراعة التقليدية؛ مما يؤدي إلى تناقص غلات المحاصيل وتهديد الأمن الغذائي للملايين.

وقد أظهرت محاصيل شركة "SaliCrop" للتكنولوجيا الزراعية غير المعدلة وراثيًا، بما في ذلك البندورة والبرسيم الحجازي والبصل والأرز، قدرة ملحوظة على التكيف مع التربة المالحة؛ مما يوفر منارة أمل وسط المخاوف البيئية المتصاعدة.

واستخدمت في التجربة تقنية تحسين البذور التي تقدمها "SaliCrop" في مزارع البندورة على مدار السنوات الأربع الماضية.

وتمتد الآثار المترتبة على ابتكار الشركة إلى ما هو أبعد من شواطئ إسبانيا؛ مما يتناسب مع التحدي العالمي المتمثل في ملوحة التربة، والذي تفاقم بسبب العوامل الناجمة عن تغير المناخ مثل ارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر.

ومع تعرض ما يقدر بنحو 20% إلى 50% من الأراضي المروية في مختلف أنحاء العالم للتصحر بسبب الملوحة المفرطة، فإن الخسائر الاقتصادية تصل إلى 27 مليار دولار سنويا، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى إيجاد حلول زراعية مبتكرة، بحسب التقرير.

وتابع: "في ضوء التوقعات التي تشير إلى تزايد عدد سكان العالم إلى ما يقرب من 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، فإن أهمية تعزيز الإنتاجية الزراعية مع التخفيف من التدهور البيئي أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".

وأردف: "لذا، تكمن مهمة SaliCrop في الالتزام بتمكين المزارعين وتجنب الجوع على نطاق واسع، بما يتوافق مع هدف الأمم المتحدة الطموح المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030".

وتعتمد منهجية "SaliCrop" في الاستفادة من آليات الدفاع الطبيعية للنباتات ضد الضغوطات البيئية، مثل الملوحة والحرارة.

ومن خلال إخضاع المحاصيل لظروف إجهاد خاضعة للرقابة في إعدادات المختبر، تقوم الشركة بتجهيزها لتحمل التربة المالحة عند الزرع؛ مما يقلل بشكل كبير من قابلية التعرض لخسائر في المحاصيل.

وقال "بزنس إنسايدر" إن هذا النهج الاستراتيجي، المصمم بدقة لكل نوع من أنواع المحاصيل، أظهر فعالية ملحوظة، حيث قلل خسائر المحاصيل التي تعزى إلى الإجهاد البيئي إلى النصف خلال عام من التنفيذ.

وأضاف: "مع وجود خطط لتوسيع عملياتها لتشمل ثمانية بلدان مختلفة، تؤكد رؤية SaliCrop للبصمة العالمية التزامها بإحداث ثورة في الممارسات الزراعية على نطاق واسع".

وبهذا، يمثل ظهور "SaliCrop" نقلة نوعية في الابتكار الزراعي، تكملها مساعي مماثلة في جميع أنحاء العالم، إذ تقود شركات مثل "Red Sea Farms" في المملكة العربية السعودية و"OlsAro" في السويد الجهود الرامية إلى تطوير محاصيل تتحمل الملوحة من خلال التربية الانتقائية واختيار السمات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي؛ مما يشير إلى مسعى جماعي لمواجهة تحديات انعدام الأمن الغذائي ببراعة وتصميم.

وبينما يتسابق العالم مع الزمن لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، لا يمكن المبالغة في التأكيد على الدور الذي تلعبه المحاصيل غير المعدلة وراثيا القادرة على الصمود في تعزيز القدرة على الصمود الزراعي وضمان السيادة الغذائية؛ مما يوفر بصيصا من الأمل في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة.

أخبار متعلقة :