مسلسل "بيت أهلي".. رواية تلفزيونية مكتوبة لغير زمننا

محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 07:10 مساءً - يبدو أن تقنية الرواية التلفزيونية التي اتبعها "فؤاد شربجي" في كتابة مسلسله "بيت أهلي" لم تحقق المأمول منها، إذ رغم تعدد الخطوط الدرامية والمواضيع والشخصيات التي يطرحها العمل، فإنه لم يشهد تصعيداً جاذباً، وبقي يُداور الأحداث دون دفق حقيقي يُلغي عنصر الملل، لدرجة يمكن القول معها بأن البناء الروائي التلفزيوني كان مهلهلاً.

Advertisements

ورغم الانطلاق من حادثة اغتيال الطبيب عبد الرحمن الشهبندر، بكل ثقلها الاجتماعي والسياسي، فإن التأسيس الدرامي لِما يتبعها كان مُتَرَهِّلاً، وكأن العمل مكتوبًا لغير هذا الزمن، إذ لم ينجح "أبو الدراما الشامية" الذي كتب سابقاً "أبو كامل" و"الخشخاش" و"الداية" من مواكبة التغيُّرات في المزاج العام للمشاهدة، وللدراما النافعة كما وصفها مرّة.

سلوم حداد من مسلسل "بيت أهلي"

ولا يكفي في هذا العمل أنه يوثق للحياة الدمشقية في أربعينيات القرن الماضي، ويبتعد عن الفانتازيا التي أحاطت بالدراما الشامية في السنوات الأخيرة، إذ رغم جماليات الأفكار التي مرَّت في "بيت أهلي" من تحول جنازة الشهبندر إلى تظاهرة شعبية، والمرور على نشاط الكتلة الوطنية كلاعب بارز ينشد التحرر من الاستعمار، مع التعريج الصريح على الطلبة السوريين في الجامعة الأمريكية في بيروت وانخراطهم في العمل السياسي، والنقاش المحتدم دومًا مع المستفيدين من الاحتلال، إلا أن العبرة ليست في الموضوع وإنما في كيفية طرحه.

ورغم الوعود بدراما اجتماعية مليئة بالإثارة والتشويق، فإنها أخلفت الوعد في هذا العمل الذي يجمع بين الأحداث التاريخية، والدراما الاجتماعية والكوميدية وحتى الرومانسية، إذ تمر حلقات كاملة من دون تغييرات جوهرية، وبغض النظر عن الصراع القوي بين نوري (أيمن زيدان) وبين أبو عدنان (سلوم حداد) إلا أن ذاك الصراع لم يوازه توترات حقيقية في الحكاية.

أمين زيدان من مسلسل "بيت أهلي"

ومهما حاول النص إيصال رسائله من أن الاغتيال الذي حصل في الحلقة الأولى ليس فقط لشخصية سياسية مهمة، وإنما اغتيال لحي ومدينة كاملة، إلى جانب مجموعة القضايا المتعلقة بالظلم والفساد والمحسوبيات، وتعزيز قيم التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، إلا أن الإيقاع البطيء في بناء النص أوقع العمل ككل في دائرة عدم الجاذبية.

ولم يستطع المخرج "تامر إسحق" المشهود له في الأعمال الشامية، رغم ما أضافه من جماليات كثيرة على صعيد الصورة، وعلى مستوى إدارة الممثلين، لكن ذلك لم يكن كافيًا لانتشال العمل بخطوطه الدرامية المتنوعة من فخ الملل.

أخبار ذات صلة

مسلسل آمرلي.. اتهامات لإيران بسرقة تضحيات العراقيين

كما إن الاتكاء على نجوم الدراما السورية من رتبة أيمن زيدان وسلوم حداد كقطبي صراع، رغم ما يضيفه من وزن للعمل ككل، إلا أن الحكاية هي من تقدر أن تُلمِّع النجمين، وحتى إن كان هناك العديد من الأسماء من مثل صفاء سلطان وصباح بركات، وعبد الفتاح مزين، وعبير شمس الدين، ويزن السيد، ومديحة كنيفاتي، وجيني إسبر، ورامي أحمر، وعلاء زهر الدين، وغزوان الصفدي، فإن تشعب الخطوط الدرامية وعدم مواكبة تصعيد حقيقي للأحداث، جعل "بيت أهلي" رواية تلفزيونية رسائلها مهمة لكن معماريتها غير جاذبة.