القاهرة.. متحف من المآذن والأضرحة وأرشيف حي يختصر الزمان (فيديو إرم)

محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 07:10 مساءً - هنا يستريح التاريخ في الأزقة والدروب الضيقة المرصوفة بالبلاط الأملس الناعم والحكايات، وينقش الزمان بصمته على المآذن والمساجد والأضرحة التي تضم رفات العلماء والفقهاء.

Advertisements

هنا القاهرة.. قصة عابرة للعصور وعنوان حي لواحدة من أقدم مدن العالم القديم.

يعود تأسيسها بصورتها الحالية إلى عام 969 م على يد القائد جوهر الصقلي موفد الفاطمييين لفتح مصر لكنها تضرب بجذورها في التاريخ إلى ما قبل ذلك بآلاف السنين حيث عُرفت باسم " من نفر" أي "المدينة الجميلة" ثم "أون" وكانت أول عاصمة سياسية وإدارية لمصر بعد توحيد الوجهين البحري والقبلي على يد الملك مينا.

ولعبت دورًا فلسفيًّا في تفسير نشأة الوجود، كما أسهمت في بزوغ التقويم الفلكي الذي اشتهرت به الحضارة المصرية القديمة. وعرفت باليونانية باسم " هليوبوليس" بمعنى " مدينة الشمس" وموقعها حاليًّا هو في "عين شمس" و"المطرية".

واكتسبت أهمية عسكرية حين خضعت للنفوذ الروماني قبيل الميلاد واحتوت على حصن "بابليون" الشهير الذي أبقى عليه عمرو بن العاص حين فتح مصر 641 م وشيَّد إلى جواره "الفسطاط" كاسم جديد للعاصمة المصرية مشتق من خيمة القائد المسلم نفسه. وتطورت "الفسطاط" لتصبح " العسكر"، 816 م ، في عهد أول وال للعباسيين على مصر وهو صالح بن علي الذي اشتق اسمها من مكان إقامة الجنود. وبنى أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية " القطائع" لتكون بديلًا للعسكر وإن كانت في الموضع ذاته تقريبا.

اللافت أن جوهر الصقلي لم يطلق على القاهرة هذا الاسم في البداية وإنما أطلق عليها "المنصورية" تيمنًا باسم مدينة "المنصورية" التي أنشأها خارج القيروان المنصور بالله والد الخليفة الفاطمي آنذاك المعز لدين الله وإحياء لذكرى والد الخليفة. وحين قدِم "المعز" نفسه إلى المدينة أطلق عليها اسم "القاهرة" بعد مرور أربع سنوات على تأسيسها، كنوع من التفاؤل بأنها سوف "تقهر" الدولة العباسية المنافسة للفاطميين، وقيل إنه سماها بالقاهرة لتقهر الدنيا، وقيل بل سُميت بذلك نسبة إلى "الكوكب القاهر" وهو المريخ.

أخبار ذات صلة

مدريد.. جوهرة أوروبية شيدها العرب لدواع عسكرية (صور)

وتحمل المدينة العتيقة ألقابًا عدة منها " المحروسة" في إشارة إلى العناية الإلهية و" مدينة الألف مئذنة" و" قاهرة المعز" و" جوهرة الشرق" من فرط الاهتمام العالمي بها.

وتملك القاهرة ثروة معمارية فريدة من المساجد التاريخية والأسواق القديمة والحمامات الشعبية والخانات، مثل: "مسجد السلطان حسن" ، الذي يوصف بأنه " درة العمارة الإسلامية" بالشرق وأنشأه السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في زمن المماليك. أما سوق "خان الخليلي" الذي لا تكتمل زيارة القاهرة إلا بالمرور به فيعود تاريخ إنشاؤه إلى 600 عام مضت ويعد من أقدم أسواق الشرق الأوسط.

خان الخليلي ويكيبيديا

وبالمثل، يحتضن تراب المدينة العديد من الأضرحة والمقابر التي تضم رفات صحابة وأئمة وأولياء وعلماء مثل ضريح الصحابي "عقبة بن عامر" ، ومسجد وضريح الصحابي "مسلمة بن مخلد الأنصاري" وضريح الإمام "ابن حجر العسقلاني" المحدث والفقيه والمفسر المعروف، وقبر "الحسن بن الهيثم" مؤسس علم البصريات و"عبد الرحمن بن خلدون" عالم الاجتماع والمؤرخ الشهير والإمام الفقيه "الليث بن سعد".