محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 11:29 صباحاً - تسببت الكاميرا الخفية، بغضب كبير في الشارع السوري، نتيجة تجاوزها خصوصية الأفراد، ولجوئها لمقالب مسيئة للرجل والمرأة، أدت إلى خلافات كبيرة بين الأشخاص المستهدفين بالمقلب. وفي مرات عديدة نشب عراك بين القائمين بالمقلب والضحايا.
ومنذ بضع سنوات، درجت الكاميرا الخفية بأسلوب جديد "منفر" و"غير مسبوق"، اتبعته صفحات تبحث عن الانتشار وجني المشاهدات بأي ثمن، بحسب ما أكده رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وبالفعل نجح بعضها في حصد مشاهدات كثيرة. ووسعت بعض الصفحات عملها وبدأت بمشاريع أوسع من الكاميرا الخفية.
امتهان كرامة المرأة
وتعتمد الكاميرا الخفية الجديدة، على المرأة، ضحية المقلب، والمرأة المصيدة التي تستدرج الضحية. ويتم الرهان على الانفعالات الدرامية التي ستحصل، بسبب استفزاز مشاعر الغيرة عند إحدى النساء بحضور خطيبها.
كما لجأت المرأة في بعض المقالب، إلى سرقة الخطيب من فتاته، عبر تصرفات غير محترمة. وكانت الطامة الكبرى، في نجاح المرأة بـ"تطبيق" الرجل بسهولة وجعله يترك محبوبته القديمة!.
وغالباً ما كانت تؤدي هذه المقالب، لشجار بين الضحايا أنفسهم، قبل أن يفاجئهم كادر الكاميرا الخفية بالقول: "كنا نمزح معكم"، ثم يطلبون منهم التلويح بأديهم للكاميرا موافقةً على نشر الحلقة!.
أمثلة الإسفاف والسخافة في الكاميرا الخفية كثيرة جدًّا، ويمكن القول إنها تحولت إلى ظاهرة تنتشر في معظم الشوارع العربية، التي راحت تقلد بعضها في اختيار المقالب غير المألوفة من أجل حصد المتابعات.
من أحد مقالب الكاميرا الخفية مواقع التواصل
صفحات مرخصة.. ولكن
ورغم كون معظم هذه الصفحات مرخصة أصولاً، فإن الموافقات التي تحصل عليها، لا تتصل بنوعية المقالب ومدى مراعاتها لكرامة الناس، بل تقتصر على السماح بالتصوير في الشارع.
وفي الحالات التي اشتكى فيها المواطنون بشكل رسمي، على هذه الصفحات، وسلوكياتها المتعدية على الخصوصيات، تم لفلفة الموضوع عبر اعتذار الصفحة بشكل علني من الضحايا. أو تُرك الأمر للقضاء كي يأخذ مجراه.
وتخبرنا، جوليا، إحدى ضحايا الكاميرا الخفية مع خطيبها عماد، أنها اضطرت إلى "بهدلة" الصبية صاحبة المقلب، بسبب سلوكها غير المتزن. وتضيف لـ"الخليج 365": "لم نوافق على بث الحلقة، ولم نلوح بأيدينا للكاميرا كما تمنوا. ولو قاموا ببث أي مشهد من هذا المقلب السخيف، فسيكون القضاء بيننا".
دراما الغش والإثارة
ولجأت بعض الصفحات، بعد نجاحها في كسب متابعات جيدة، إلى أسلوب مختلف هو دراما المشهد الواحد القصير والكاذب، الذي يتناول مواضيع مثيرة بشكل تمثيلي من أجل جذب المشاهدين.
ومع الوقت، تحولت بعض تلك الصفحات إلى شركات، واستقدمت الموظفين، وصار لديها عدد كبير من الكومبارس المختص بتأدية اللقاءات المركبة وتمثيل المقاطع الدرامية أو القيام بمقالب الكاميرا الخفية.
ومن المواقف التي وصفها رواد مواقع التواصل بالرديئة والتي استندت إليها هذه الصفحات، عرض مقابلات في الشارع، تبدو حقيقية، لرجل يشكو من خيانة زوجته مثلاً، أو لزوجة تتباهى بخيانة زوجها، بحجة عدم قيامه بواجباته الزوجية.
لكن التدقيق في تلك اللقاءات، أظهر أنها مفبركة وغير حقيقية، تتم مع أولئك الأشخاص لقاء مبلغ بخس، بهدف جذب انتباه الناس عبر موضوع حساس وخاص.
وفي بعض مشاهد الكاميرا الخفية الرديئة، تعرض كادر الكاميرا للضرب من قبل الضحايا، ولم يفلح الاعتذار في ثني ضحايا آخرين عن اللجوء للقضاء.
ويشكل الحصول على أرقام عالية من المتابعات، هاجساً للكثير من الصفحات العاملة على السوشال ميديا، ولمجموعات صناع المحتوى والبلوجرات، الذين باتوا لا يتوانون عن فعل أي شيء يرفع المشاهدات لديهم.
من حوادث الضرب والانفعالمواقع التواصل