محمد الرخا - دبي - الأحد 7 أبريل 2024 11:32 مساءً - وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى عُمان اليوم الأحد في أول وجهة خارجية، وذلك بعد مرور ما يقرب من أسبوع على الهجوم الجوي على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.
وتأتي هذه الرحلة في وقت كانت هناك تقارير إخبارية عن نقل رسائل بين إيران وأمريكا بعد الهجوم المنسوب لإسرائيل، ولعبت عمان دائماً دوراً بارزاً في القضايا الخلافية بين طهران وواشنطن.
وصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى عُمانمتداولة
وفي السنوات الأخيرة، وفرت عُمان الأرضية لتقريب وجهات النظر وتقليص الخلافات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية مرات عديدة من خلال علاقاتها.
وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية الإيرانية بشأن زيارة عبد اللهيان إلى عمان: "توجه وزير الخارجية إلى عمان على رأس وفد سياسي وبرلماني كوجهة أولى لجولته الإقليمية، وسيناقش الطرفان خلال هذه الرحلة القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك الوضع في غزة مع بعضهما البعض".
وزير الخارجية الإيراني مع نظيره العُمانيمتداولة
ويرافق عبد اللهيان في الرحلة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان وحيد جلال زاده، ولم يرد في بيان الخارجية الإيرانية أي ذكر للدول الأخرى، التي سيزورها عبد اللهيان بعد عمان.
أهمية استراتيجية
ويرى محللو القضايا الدولية في المنطقة أن رد فعل طهران على الهجوم الإسرائيلي سيؤدي إلى تشكيل اتجاهات جديدة في المنطقة، ولهذا السبب فإن جولة عبد اللهيان الإقليمية لها أهمية استراتيجية خاصة في الوضع الحالي.
ويعتقد البعض أن عمان، باعتبارها أحد اللاعبين المهمين في المنطقة، لعبت دوراً خاصاً في مفاوضات وقف إطلاق النار بعد تطورات الأشهر الماضية في غزة.
أخبار ذات صلة
خبراء: هكذا سترد إيران على استهداف قنصليتها في دمشق
كما تلعب الآن دوراً جديداً من أجل الحد من التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط؛ لذلك لا يعتبر بعض الخبراء أن تبادل الرسائل بين إيران وأمريكا حول التطورات الأخيرة، بوساطة مسقط، أمر بعيد المنال.
نقل رسالة
وقال الخبير في القضايا السياسية أبو الفضل ظهره وند، إن "عمان لعبت دائماً دور الوسيط في سياستها الخارجية للتطورات الإقليمية، بما في ذلك علاقات إيران مع الولايات المتحدة، ولهذا السبب، يمكن أن يكون جزء من زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى عمان بسبب قضايا نقل رسالة إيران إلى الجانب الأمريكي أو رسالة الجانب الأمريكي إلى إيران".
أبو الفضل ظهره وندمتداولة
وأوضح لـ"الخليج 365" أن "النظام الإسرائيلي والولايات المتحدة ينتظران تلقي صفعة قوية رداً على الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وبالنسبة لهما فمن المؤكد أن إيران ستقدم رداً ساحقاً على إسرائيل؛ لأنه ولهذا السبب يبدو أن الأمريكيين قد أعطوا الاعتبار للجانب العماني، للقيام بدور الوساطة".
وقال ظهره وند: "إن عبداللهيان سينقل قرارات الجهات العليا للنظام الإيراني إلى الجانب الأمريكي خلال هذه الرحلة، لذا علينا أن ننتظر الأخبار التي ستعرض عقب هذه الزيارة"، منوهاً إلى أنه "في هذا الوقت يجب على أمريكا أن تستخدم كل وسائل الضغط على نتنياهو حتى تصل المفاوضات الجارية في القاهرة إلى نتيجة".
ربما النقطة التي سينقلها وزير الخارجية الإيراني إلى الولايات المتحدة عبر وساطة الجانب العماني هي أن لا يمتد نطاق الحرب إلى غرب آسيا برمته
أبو الفضل ظهره وند
وأكد: "ربما النقطة التي سينقلها وزير الخارجية الإيراني إلى الولايات المتحدة عبر وساطة الجانب العماني هي أنه لكي لا يمتد نطاق الحرب إلى غرب آسيا برمته، يجب على واشنطن أن تدفع الوضع على نحو يحقق شروط حماس في اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار".
واعتبر ظهره وند "أن الاتفاق الذي يتم تشكيله في القاهرة يشكل أرضية لصفع النظام الصهيوني على وجهه، ويمكن اعتبار هذه المسألة بمثابة الإجراء الرادع والعقابي الوحيد لإيران تجاه النظام الإسرائيلي، ويمكن القول إن القبول بشروط حماس هو موضوع مهم جداً ورغبة إيرانية، وحتى لا يمتد نطاق الحرب إلى المنطقة، فلا بد من تدخل أمريكي فعال في هذا المجال".
أهمية كبيرة
بدوره، قال رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الإيرانية العمانية النائب عباس مقتدائي، إن "المهم والقضية الأساسية في هذا الصدد هي أن مناقشة رد إيران على تل أبيب هو أمر يتم حسمه بالكامل داخل البلاد، ويتم تقييم هذه الزيارة بما يتماشى مع العلاقات السابقة بين إيران وعمان".
وأضاف في حديثه لموقع صحيفة "همشهري": "لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية أنها لا تترك مجالاً للشك في إعطاء رد حاسم على أعداء مصالح إيران وأمنها القومي ولا تتقاعس في هذا الصدد".
عُمان بحكم موقعها الجيوسياسي الخاص تعتبر إحدى الدول المجاورة حيث إن تطور العلاقات مع هذا البلد له أهمية كبيرة بالنسبة لإيران
النائب عباس مقتدائي
وأوضح مقتدائي أن "عمان بحكم موقعها الجيوسياسي الخاص تعتبر إحدى الدول المجاورة حيث إن تطور العلاقات مع هذا البلد له أهمية كبيرة بالنسبة لإيران".
وأشار إلى أهمية التعاون بين طهران ومسقط في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، مبينًا "أن هذه القضية جعلت الجانبين يرغبان دائما في تعزيز العلاقات الثنائية، وفي الوضع الحالي، تلعب إيران وعمان دورًا فعالًا لصالح شعوب المنطقة".
النائب عباس مقتدائيمتداولة
ولفت مقتدائي إلى أنه "بالنظر إلى موقع إيران الخاص في المنطقة وبالنظر إلى الدور الذي تلعبه عُمان في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، تبين أنهما يريدان توسيع العلاقات والاستفادة المناسبة من الاتصالات بينهما".
وأكد أن زيارة عبداللهيان إلى مسقط يمكن تقييمها في إطار الدبلوماسية الثنائية النشطة على مدى العامين الماضيين، منوهًا إلى أن المسؤولين المؤثرين على مستوى البرلمان الإيراني يرافقون وزير الخارجية أيضًا في هذه الزيارة؛ مما يزيد من أهمية المشاورات.
انتقام شديد
وفي وقت سابق، زعم محمد جمشيدي، النائب السياسي لإبراهيم رئيسي، أنه بعد الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، أرسلت طهران رسالة مكتوبة إلى واشنطن وكتبت فيها: "تنحوا جانباً حتى لا تتعرضوا للضرب"، مضيفاً أن البيت الأبيض "طلب" من إيران عدم ضرب أهداف أمريكية.
لكن بعد ساعات من ادعاء جمشيدي، نفى الأمريكيون مثل هذه الرسالة وأكدوا أنهم حذروا إيران من استهداف أهداف أمريكية في المنطقة.
أخبار ذات صلة
قائد الجيش الإيراني: انتقامنا من إسرائيل سيتم تنفيذه بدقة
وعلى الرغم من مرور نحو أسبوع على الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، لا يزال المسؤولون في الجمهورية الإسلامية يصرون على أن "الانتقام الشديد" لطهران سيأتي في الوقت المناسب، بحيث، بحسب مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، أن إسرائيل سوف تندم على هذا الإجراء.
وردا على هذا التصعيد في التوترات، أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة التأهب وألغى جيش هذا البلد إجازات قواته حتى إشعار آخر.