لماذا تقدم المراوح الكهربائية خدمة محدودة أثناء موجات الحر الشديدة؟

محمد الرخا - دبي - الأحد 7 أبريل 2024 01:06 مساءً - مع استمرار موجات الحر في السيطرة على مناطق مختلفة حول العالم، عاد الجدل حول فاعلية المراوح الكهربائية ومحدودية فائدتها التي تقدمها، في حين يتم الاعتماد عليها عادة لتلطيف الجو في الطقس الدافئ، تشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن المراوح تقدم مساعدة محدودة خلال موجات الحر الشديدة.

Advertisements

وبحسب تقرير نشره موقع "نيوزويك" فإن تصاعد وتيرة وشدة موجات الحر، التي تعزى إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، يؤكد الحاجة الملحة لإستراتيجيات التبريد الفعالة في الحفاظ على راحة الإنسان وصحته.

فاعلية محدودة

ويطرح بحث جديد بقيادة الباحث روبرت ميد، من وحدة أبحاث الفسيولوجيا البشرية والبيئية في جامعة أوتاوا، تحديا للفكرة التقليدية الشائعة حول فاعلية المراوح الكهربائية أثناء الحرارة الشديدة.

وباستخدام نموذج التوازن الحراري البشري، قام ميد وفريقه بفحص التطبيق العملي للمراوح في سيناريوهات موجات الحر المختلفة، وخلافًا للاعتقاد الشائع، تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن المراوح تفشل في تقليل درجة حرارة الجسم الأساسية بشكل كبير في البيئات شديدة الحرارة.

وأوضح ميد أن "المراوح تعمل على تحسين تبخر العرق، لكن هذا التأثير ليس قويًا بما يكفي لخفض درجة حرارة الجسم الداخلية بشكل ملحوظ عندما يكون الجو حارًّا بالفعل (أعلى من 33 إلى 35 درجة مئوية)".

وإضافة إلى ذلك فإن كبار السن، الذين غالبًا ما يعانون من انخفاض استجابة العرق، يحصلون على فوائد تبريد أقل من المراوح. 

وتاريخيًا، دعت الوكالات الصحية إلى استخدام المروحة أثناء الطقس الحار، مشيرة إلى قدرتها على تسهيل تبخر العرق وبالتالي تبريد الجسم، ومع ذلك فقد أبرزت التوجيهات الأخيرة محدودية أداء المراوح، خاصة عندما ترتفع درجات الحرارة فوق 35 درجة مئوية.

ويحُث البحث الأخير الوكالات الصحية على مواصلة تقديم المشورة بشأن استخدام المراوح في الظروف شديدة الحرارة، خاصة بالنسبة للفئات السكانية الضعيفة مثل الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر.

طرق تبريد مستدامة

وشدد ميد على الحاجة إلى طُرق تبريد مستدامة ويمكن الوصول إليها، مع الاعتراف بالآثار البيئية والاقتصادية المترتبة على استخدام تكييف الهواء على نطاق واسع.

وأشار إلى أنه "لا يزال بإمكان المراوح أن تلعب دورًا مهمًا في ذلك، لأنها يمكن أن تكون فعالة في التبريد عند درجات حرارة منخفضة، ما يعني أننا لسنا مضطرين إلى ضبط مكيفات الهواء لدينا على مستوى منخفض جدًّا".

ومع ذلك، فإن عدم قدرة المراوح على توفير التبريد أثناء الحرارة الشديدة يؤكد ضرورة إيجاد حلول تبريد بديلة.

ومع أن توقعات تغير المناخ تشير إلى زيادة في تواتر وشدة موجات الحر، فإن إستراتيجيات التكيف أصبحت ضرورية، ففي العام الماضي، كشفت بيانات من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2023 كان العام الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية مستويات ما قبل الصناعة بمقدار 1.46 درجة مئوية.

وبينما تكافح المجتمعات تداعيات تغير المناخ، يصبح البحث عن تدابير تبريد فعالة أمرًا ملحًّا بشكل متزايد، ما يؤكد أهمية اتباع الحلول المستدامة في التخفيف من آثار الحرارة الشديدة.