محمد الرخا - دبي - الأحد 7 أبريل 2024 09:06 صباحاً - كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن أوكرانيا تخوض منافسة قوية في سباق التسلح التكنولوجي لمكافحة التهديد المتزايد الذي تشكله الطائرات المسيّرة على الخطوط الأمامية.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن القوات الروسية والأوكرانية تواجه هذا التحدي، على حد سواء، حيث يطالب الجيش الأوكراني بشكل عاجل بأنظمة حماية لقواته ومعداته، في حين يسعى المصنّعون جاهدين لتلبية الطلب.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الدروع غير المرئية، المعروفة باسم "حقول القوة الوقائية"، التي اشتهرت منذ فترة طويلة في الخيال العلمي، أصبحت حقيقة واقعة في ساحة المعركة في أوكرانيا.
ويشار إلى تلك الأنظمة باسم "القباب" أو "REB"، وتعمل هذه المجالات المغناطيسية بمثابة أجهزة تشويش على التردد، وتشكل جزءًا مما يُعرف بالفرنسية باسم "أنظمة الحرب الإلكترونية"، ويطالب بها الجيش الأوكراني لحماية قواته ومعداته في الخطوط الأمامية.
وأضافت الصحيفة أن مجموعة من الشركات المصنّعة الأوكرانية المتخصصة باستكشاف الحلول التكنولوجية والصناعية والمالية تقوم بتلبية هذا الطلب، لافتة إلى أنه منذ صيف عام 2023، تم نشر طائرات بدون طيار FPV (مروحيات كاميكازي الرباعية) على نطاق واسع على جانبي الخطوط الأمامية، ما يشكل تهديدًا كبيرًا.
ويمكن لهذه الذخائر المتجولة غير المكلفة، التي يتراوح سعر كل منها ما بين 300 إلى 1000 يورو، أن تستهدف بدقة الجنود أو الدبابات المتقدمة أو حتى سيارات الإسعاف حيث غالبًا ما يتم مشاركة مقاطع الفيديو الخاصة بالهجمات الناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض الدمار الذي تسببه هذه الطائرات المسيّرة.
وبحسب الصحيفة، أصبح عبور شريط يبلغ طوله 10 كيلومترات على طول خط التماس محفوفًا بالمخاطر للغاية، فيما المسيّرات تعمل إلى جانب طائرات المراقبة، على إنشاء ساحة معركة شبه شفافة، مما يجعل تناوب الأفراد والخدمات اللوجستية وعمليات الإجلاء أكثر خطورة من ذي قبل.
ولمواجهة هذا التهديد، قامت الشركات الأوكرانية مثل شركة "كفيرتوس" بتطوير مجموعة من أجهزة التشويش، المحمولة والمثبتة على المركبات، حيث تعمل هذه الأجهزة على تعطيل إشارات الطائرات المسيّرة، مما يؤدي إلى انخفاضها أو اتباعها مسارات غير منتظمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحفاظ على التفوق في الحرب الإلكترونية يمثل تحديًا، حيث يقوم كلا الجانبين باستمرار بتعديل تكتيكاته وتقنياته، لافتة إلى أنه في حين تسعى الشركات الأوكرانية مثل "كفيرتوس" و"إنفوزاهيست" إلى البقاء في المقدمة، تستفيد القوات الروسية من التفوق العددي في قدرات الحرب الإلكترونية.
وعلى الرغم من التحديات، تظل الشركات المصنعة الأوكرانية مرنة، وتعمل باستمرار على تحسين أنظمة الحرب الإلكترونية الخاصة بها لمواكبة التهديدات المتطورة، ومع تصاعد الصراعات، تشتد حدة المعركة من أجل الهيمنة على المجال الجوي في أوكرانيا، وتتوقف النتيجة على الإبداع والقدرة على التكيف والبصيرة الاستراتيجية.
وأكدت الصحيفة، أن التطور السريع للطائرات المسيّرة وتقنيات الحرب الإلكترونية يحتاج اليقظة المستمرة والاستثمار في التدابير الدفاعية.
ويُظهِر الصراع في أوكرانيا، أن تقاطع التكنولوجيا العسكرية والحرب غير المتكافئة يفرضان تحديات معقدة تتطلب حلولاً مبتكرة لحماية الأمن القومي.