عودة النازحين إلى شمالي غزة تعيق مفاوضات الهدنة

محمد الرخا - دبي - السبت 6 أبريل 2024 07:10 مساءً - قالت صحيفة " وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن إدارة الرئيس جو بايدن تضغط على إسرائيل للسماح لأعداد محدودة من المدنيين بالعودة إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه نقطة خلاف رئيسة في محادثات وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحماس.

Advertisements

جاء ذلك في الوقت الذي توجه فيه مدير المخابرات الأمريكية (CIA) إلى القاهرة، في مسعى لدفع إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن 

ويعكس هذا التطور الثقل الجديد الذي توليه الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة، بعد الغارة الجوية الإسرائيلية القاتلة التي أسفرت عن مصرع سبعة من عمال الإغاثة، يوم الإثنين الماضي.

وعلى إثرها تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على معالجة القضية خلال مكالمة هاتفية متوترة، مشددا على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتمكين المفاوضين الاسرائيليين من التوصل إلى اتفاق.

وخلال المكالمة التي استمرت نصف ساعة، أكد بايدن أيضًا ضرورة ان يتخذ نتنياهو خطوات فورية " لمعالجة الأضرار التي لحقت بالمدنيين، والمعاناة الإنسانية، وسلامة عمال الإغاثة"، موضحا أن سياسة الولايات المتحدة تجاه غزة سيتم تحديدها من خلال تقييم تصرفات إسرائيل حيال هذه القضايا.

إسرائيل تستجيب للضغط الأمريكي بشروطها

وردت إسرائيل على المطالب الأمريكية، حيث وافقت على السماح باستخدام ميناء "أشدود" لتوصيل المساعدات إلى غزة وإعادة فتح معبر إيريز الحدودي لتسهيل تقديم المساعدة إلى المنطقة الشمالية من القطاع، إضافة إلى أنها التزمت بزيادة شحنات المساعدات من الأردن إلى غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى توسيع نطاق وصول المساعدات إلى سكان غزة المحاصرين، بحسب الصحيفة.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن عودة النازحين يمكن أن يسهم في التوصل إلى اتفاق للسماح للمدنيين بالعودة إلى شمال غزة، في تهدئة المخاوف الأمريكية بشأن الهجوم الإسرائيلي المتوقع على مدينة رفح جنوب القطاع، حيث لجأ أكثر من مليون مدني إلى جانب نشطاء حماس.

وأوضحت، أن مفاوضات وقف إطلاق النار تواجه عقبات، خاصة ما يتعلق بعودة سكان غزة النازحين إلى الشمال. 

ونقلت الصحيفة عن وسطاء عرب مشاركين في المحادثات، أن إسرائيل اقترحت السماح بعودة تدريجية لما يصل إلى 60 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بمعدل 2000 شخص يوميا، على أن يتم استثناء الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما. 

إصرار حركة حماس على عودة الجميع

من جانبها، تصر حركة حماس على العودة غير المقيدة لجميع الأسر، ما يثير مخاوف إسرائيل من احتمال تسلل المسلحين إلى المنطقة مجددا.

وفي ذات السياق، قال مسؤولون عرب إن عودة سكان غزة النازحين قد تبدأ بعد عشرة أيام إلى أسبوعين من تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وسيتعين عليهم المرور عبر نقاط تفتيش عسكرية إسرائيلية لمنع مقاتلي حماس من التسلل مرة أخرى إلى الشمال، واستئناف مهاجمة القوات الإسرائيلية، لكن حماس لم تقبل بهذه الشروط وتريد عودة الجميع الى الشمال.

بموازاة ذلك، تقول الصحيفة الامريكية، إن التركيز على مفاوضات إطلاق النار الآن هو محاولة من الجانب الأمريكي للاستفادة من التوترات الأخيرة في العلاقات مع إسرائيل، ولا سيما بعد الغارة الإسرائيلية على قافلة المطبخ المركزي العالمي، كفرصة لإخماد الحرب في غزة.

ورغم ذلك، لا تزال هناك قضايا شائكة، بما في ذلك ضمان سلامة المدنيين العائدين إلى شمال غزة، ومعالجة الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب الدمار الواسع النطاق والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.