"ماد ماكس" الأوكراني.. صائد القذائف الروسية غير المنفجرة

محمد الرخا - دبي - السبت 6 أبريل 2024 07:10 مساءً - يسلّط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على حياة وعمل "ماكس بوليوخوفيتش"، وهو جندي أوكراني يبلغ من العمر 36 عامًا يُعرف باسم "ماد ماكس"، الذي تولى مهمة البحث عن قذائف المدفعية الروسية التي لم تنفجر، وإعادة استخدامها في العمليات العسكرية الأوكرانية.

Advertisements

"ماد ماكس" أو "ماكس المجنون"، اسم فيلم أكشن أنتج الجزء الأول منه عام 1979، ولعب دور البطولة فيه الممثل الشهير ميل جيبسون. واعتمد دوره على القيام بمخاطرات كبيرة، فيما توالت أجزاء أخرى منه، بعد ذلك.

مع مواجهة أوكرانيا نقصًا حادًا في الذخيرة؛ بسبب التأخير بتسليم الأسلحة الغربية والصراع المستمر مع روسيا، أصبح "بوليوخوفيتش" شخصية حاسمة ومهمة في توفير القذائف والذخائر للألوية الأوكرانية التي تقاتل على الجبهة الشرقية.

تتضمن رحلة "بوليوخوفيتش" البحث عبر المستنقعات، والمشي لمسافات طويلة عبر حقول الألغام، وتمشيط قرى مثل "كاميانكا" بحثًا عن مواقع المدفعية المهجورة التي تركتها القوات الروسية.

 وقد قام بتزويد ما لا يقل عن 14 ألف قذيفة للألوية على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، بالإضافة إلى 4000 من الذخائر للطائرات المسيرة لإسقاطها على القوات والمركبات الروسية، بحسب تقديراته. وبرغم التحديات والمخاطر، إلا أن الشعور بالواجب والدفاع عن بلاده ضد العدوان الروسي، يدفعان "بوليوخوفيتش" إلى مواصلة عمله.

وتلفت الصحيفة إلى أن النقص بقذائف المدفعية وضع القوات الأوكرانية في وضع محفوف بالمخاطر، فقد قال ضباط في لواء الهجوم الأوكراني 92، الذي يقاتل حول قرية (أندرييفكا) الشرقية المدمرة، إن النقص في قذائف المدفعية أمر بالغ الأهمية لدرجة أنه حتى عندما ترصد الطائرات المسيرة أهدافًا روسية، لا يتمكن اللواء من إطلاق النار عليها بسبب نقص الذخيرة.

 وعلى الرغم من أن مساهمات "بوليوخوفيتش" كبيرة، إلا أنها غير قادرة على التعويض الكامل عن هذا العجز، حيث تطلق القوات الأوكرانية الآن نحو 2000 قذيفة يوميًا، وهو ما يمثل انخفاضًا حادًّا عن الصيف الماضي.

وتبين الصحيفة أن عمل "بوليوخوفيتش" يمتد إلى ما هو أبعد من البحث عن القذائف؛ فقد أنشأ أيضًا مختبرًا مؤقتًا لإعادة استخدام المتفجرات من الألغام المنزوعة لصنع قنابل للطائرات المسيرة.

"بوليوخوفيتش" أو "ماد ماكس" كما يطلق عليه، يقود فريقًا صغيرًا مهمته تحويل المسحوق المتفجر إلى قذائف محلية الصنع يمكن إسقاطها على مشاة العدو، في حين تتجلى براعته وتصميمه في مقدرته على إعادة استخدام الأسلحة الروسية للمساعدة في الجهود الدفاعية لأوكرانيا.

غير أن المخاطر المرتبطة بعمله حاضرة دائمًا، ولعل أبرزها فقدان أحد أعضاء فريقه في انفجار لغم. رغم ذلك، يظل بوليوخوفيتش ملتزمًا بمهمته، مدفوعًا بشعور عميق بالوطنية والرغبة في الدفاع عن الوطن.

وتتطرق قصة الجندي "بوليوخوفيتش" التي تناولتها الصحيفة إلى التضحيات الشخصية التي قدمها، بما في ذلك قضاء الحد الأدنى من الوقت مع عائلته، والتخلي عن وقت الفراغ للتركيز على عمله. وتفانيه في خدمة قضية بلاده لا يتزعزع، حيث يواصل مواجهة مخاطر في مناطق الحرب وحقول الألغام سعياً للحصول على الذخيرة والمتفجرات لدعم جهود الدفاع عن بلاده.

ومع تفاقم النقص في قذائف المدفعية في الأسابيع الأخيرة، بدأت الألوية الأوكرانية في إرسال خبراء إزالة الألغام إلى بوليوخوفيتش، على أمل أن يعلمهم كيفية العثور على المزيد من الذخيرة.

في الأسابيع الأخيرة، قام "بوليوخوفيتش" بتعيين تلميذ له، وهو رقيب يُدعى "تيخي"، لمساعدته في إدارة المختبر ومرافقته في مهام جمع الألغام. وقد تمكن "بوليوخوفيتش" برفقة تلميذه من العثور على طائرات استطلاع روسية بدون طيار تم إسقاطها، والتي كان القادة الأوكرانيون يبحثون عنها، حتى يتمكنوا من تحليلها وإيجاد طريقة للتشويش عليها.

ورغم خوفه على سلامة تلميذه، يدرك "بوليوخوفيتش" أهمية نقل معرفته ومهاراته إلى الجيل القادم من الجنود.

"وبشكل عام، تجسد قصة الجندي الأوكراني "بوليوخوفيتش" مرونة، وسعة الحيلة اللتين تتمتع بهما القوات الأوكرانية في مواجهة الشدائد. فعلى الرغم من مواجهة تحديات ومخاطر كبيرة، يواصل جنود مثله لعب دور حاسم في الدفاع عن أوكرانيا ضد العدوان الروسي؛ ما يدل على التزام وتصميم في النضال من أجل حرية وطنهم وسيادته"، بحسب الصحيفة.