لماذا خفت بريق الدراما السعودية في رمضان 2024؟

محمد الرخا - دبي - السبت 6 أبريل 2024 05:26 مساءً - رغم اتجاه الدراما السعودية في رمضان 2024 إلى التنويع في القضايا والمواضيع، وكذلك محاولتها الضخ إنتاجياw في أعمال مهمة على غرار "خيوط المعازيب"، لكن الملاحظ أنّها لم تحظ هذا العام باهتمام الجمهور على غرار السنوات السابقة.

Advertisements

وتراجع تفاعل الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي مع الدراما السعودية في رمضان هذا العام، وقلّ الحديث عنها، بينما حاز "خيوط المعازيب" على الإشادة الأكبر، في الوقت الذي بقيت فيه الإشادات خجولة ببقية الأعمال. فلماذا تراجعت الدراما السعودية عن المنافسة؟.

الأجزاء.. واللوحات الكوميدية

تميزت الأعمال السعودية باللوحات والمسلسلات الكوميدية، التي كان أشهرها سلسلة "طاش ما طاش"، والتي وضعت الدراما السعودية على خريطة المنافسة العربية، لتدخل بعدها بقوة إلى الساحة الفنية.

ومع انتهاء "طاش ما طاش"، ظهرت أعمال كوميدية أخرى في السنوات الماضية، تمكنت من حجز مكانة لها، أبرزها سلسلة "شباب البومب"، الذي ظهر في رمضان هذا العام بجزئه الـ12، كما ظهرت في فئة اللوحات الكوميدية في السابق أعمال مثل "واي فاي" و"استوديو 23"، الذي كان آخر أجزائه في رمضان 2023.

ومع ذلك، بات استهلاك "شباب البومب"، الذي حقق نجاحا جماهيريا خاصة وسط الشباب، أقرب لملء الفراغ منه لتحقيق مشاهدة تتراجع مع مطمطة الأجزاء، بدلا من تقديم أفكار جديدة، وبينما قدمت هذا العام لوحات كوميدية بديلة، مثل "جاك العلم"، لكنها لم تحقق الرواج المطلوب.

ولعل الاتكاء على فئة اللوحات الكوميدية دون الاستثمار بأفكار جديدة ومبتكرة، سبب في تراجع هذا النوع من الأعمال.

من بطولة مشتركة إلى متفردة

لمع نجم الفنانين إبراهيم الحجاج وفايز بن جريس بعد تقديمهما كوميديا "منهو ولدنا" في جزئين كان آخرهما رمضان 2023، حيث لفت المسلسل الأنظار؛ نظرا لفكرته اللافتة والكوميديا "اللايت" التي تمكن الفنانون المشاركون في العمل جميعا من تحقيقها، دون مبالغة أو تضخيم.

ومع بروز اسمي الحجاج وبن جريس كممثلين شابين كوميديين واعدين، لكنهما انشقا سريعا نحو البطولة المتفردة، التي أصبحت عادة متبعة في الدراما العربية منذ سنوات، أدت إلى تغييب البطولة المشتركة؛ ما أدى كذلك إلى التشتيت والابتعاد عن القيمة لصالح الظهور.

وظهر فايز بن جريس هذا العام في المسلسل الكوميدي "طارق ونوف"، بينما ظهر إبراهيم الحجاج في "الخطة باء"، كل منهما ساعيا لتحقيق بطولة وشق طريق خاص، لكن مع ذلك لم يتمكن النجمان السعوديان من تحقيق النجاح ذاته، الذي حققاه معا في "منهو ولدنا"، إذ إن الشراكة بينهما التي كانت خلطة كوميدية فعالة سرعان ما انهارت بحثا عن الظهور.

غياب النجم.. أم الدور المؤثر؟

رغم المواهب الفنية الغنية في المملكة، خاصة الشابة منها، والقدرة الإنتاجية المتوفرة، إلا أن الدراما السعودية لم تتمكن من تحقيق "نجم" أو "نجمة" دراما على غرار دول أخرى مثل الكويت أو سوريا أو مصر.

وبرز الفنانان القديران عبدالله السدحان وناصر القصبي كنجمين بالفعل، نقلا مع "طاش ما طاش"، الدراما السعودية إلى مصاف المنافسة العربية، وحققا نقلة نوعية، مكنتهما من أن يصبحا وجهين رئيسين في أي حضور درامي لافت.

لكن وبعد نحو 3 عقود على بزوغ نجم السدحان والقصبي، لم يتمكن أي فنان أو فنانة سعودية من ترسيخ مكانته على غرارهما، ما حرم أعمالا سعودية من حضور النجم، وكذلك مشاركته في أعمال درامية أخرى، ما يؤثر سلبا على الحضور والمشاهدة، التي بات النجم أو النجمة عنصرا جاذبا فيها.

وما يطرح هنا هو، هل كان للفنانين القصبي والسدحان فرصة للظهور كنجمين، لولا عمل مثل "طاش ما طاش"، قدمهما بطريقة مكنتهما من بلورة نجوميتهما على مدى سنوات طرح المسلسل؟. ما يحيلنا تاليا إلى إشكالية النص.

إشكالية النص

تعاني الدراما العربية منذ سنوات من أزمة النص، رغم انفراجة في هذا العام شهدتها أعمال عربية على صعيده.

ويشكل النص، أساسا ومحورا هاما لصقل أي فكرة للنهوض بها، بشكل يدفعها لأن تكون أهلا للمنافسة، كما يمكّن النص كذلك من إظهار قدرات الفنان، مهما صغرت مساحة دوره.

ولعلّ المسلسل السعودي "خيوط المعازيب"، الذي أنهى موسم رمضان بإشادة واسعة، مثال على ذلك، ما يبعث الأمل لاستكشاف المواهب في التأليف، وتسليط الضوء عليها، لتمكين الدراما السعودية من النهوض مجددا.

إذ إن استكشاف النصوص الجديدة، وخاصة على صعيد الكوميديا التي تمثل تحديا صعبا على صعيد النص، يدفع بالدراما إلى الأمام، خاصة عندما ينسجم النص مع الإخراج، حيث تصبح القصة والدور المؤثر أبرز عناصر النجاح لأي عمل.