حماس وخطابات تحريض الشارع العربي.. هل تحاول الحركة إنقاذ مستقبلها السياسي؟

محمد الرخا - دبي - السبت 6 أبريل 2024 03:02 مساءً - أثارت خطابات التحريض التي أطلقتها حركة حماس للشارع العربي من أجل الخروج بمسيرات دعم لها وللفصائل في غزة، التساؤلات حول السبب الذي دفع الحركة لذلك، وعلاقة ذلك بمساعيها لإنقاذ مستقبلها السياسي.

Advertisements

ودعت حماس، أول أمس الخميس، الشارع العربي للاحتشاد أمام السفارات الأمريكية والإسرائيلية، وتحويل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان لـ"جمعة غضب"، مبينة أن "ذلك من أجل المطالبة بوقف الحرب في قطاع غزة".

مأزق سياسي

ويرى المحلل السياسي، يونس الزريعي، أن "دعوات حماس للشارع العربي تأتي في إطار محاولة الحركة الخروج من المأزق الذي وقعت فيه إثر أحداث السابع من أكتوبر الماضي، ومخاوف قياداتها على مستقبل الحركة السياسي".

وأوضح الزريعي، لـ"الخليج 365"، أن "تلك الدعوات محاولة من حماس لتصدير أزماتها الداخلية، والرفض العربي والفلسطيني الواسع لاستمرار حكمها لغزة، ولتخفيف الضغوط التي تُمارس عليها للتنازل عن حكم القطاع".

وأضاف: "مثل هذه الدعوات التحريضية تأتي من أجل ضمان بقاء حماس في المشهد السياسي، ومحاولة من الحركة لإيصال رسالة للعالم أنها تتمتع بحضور عربي وإقليمي"، لافتاً إلى أن مثل هذا المخطط لا يمكن أن يكتب له النجاح.

وتابع: "حماس تدرك جيداً أن مستقبلها السياسي على المحك، وأن هناك رفضاً فلسطينياً وعربياً ودولياً لاستمرار سيطرتها على القطاع، وبالتالي فإن الورقة الوحيدة التي تعول عليها الحركة هي تحرك الشعوب العربية".

الحركة تريد إدخال العالم العربي في حالة من الفوضى وفقاً للزريعي، بما يضمن لها الضغط على الإقليم والمجتمع الدولي للتوصل لاتفاق يُبقي لها على حكم قطاع غزة"، مبيناً أن حماس ترفض التنازل عن حكم القطاع مهما كان ثمن ذلك.

وبين أن "الشعوب والحكومات العربية باتت تدرك الأهداف السياسية والحزبية لحماس، وتفضيلها للتحالفات الإقليمية على حساب مصالح الشعب الفلسطيني، الأمر الذي دفعها لعدم التعاطي مع الدعوة التي أطلقتها الحركة".

ثلاثة أهداف

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، رياض العيلة، أن هناك "ثلاثة أهداف رئيسة من دعوة حماس للشارع العربي بالتحرك تجاه السفارات الإسرائيلية والأمريكية بالمنطقة"، مبيناً أن الهدف الأول هو ممارسة الضغوط على تل أبيب وواشنطن.

وأوضح العيلة، لـ"الخليج 365"، أن "حماس تتوقع أن المخاوف الأمنية الإسرائيلية والأمريكية من التوتر بالقرب من سفاراتها بالمنطقة قد تجبر البلدين على التنازل والتفاوض مع حماس على اتفاق شامل يضمن بقاء حكمها لغزة".

وأشار العيلة، إلى أن "الهدف الثاني يتمثل في إثارة غضب الشارع العربي وممارسة ضغوط على الحكومات العربية من أجل التدخل للضغط على إسرائيل وأمريكا لوقف الحرب في غزة، وبالتالي استمرار حكمها لغزة".

أما الهدف الثالث، وفق العيلة، فيتمثل في "سعي حماس لإيصال رسائل للدول العربية والعالم أنها قادرة على إثارة الفوضى الأمنية بالمنطقة، وأن الشارع العربي مؤيد لها، ويمكن لها أن تحركه في أي وقت شاءت ولأي هدف تريد".

وأضاف: "لا يمكن لمثل هذه الأهداف أن تحققها حركة حماس، خاصة وأن الحكومات العربية والشعوب تدرك خطورة مخططات الحركة وتحالفاتها الإقليمية"، مبيناً أن حماس سيكون لها دور هامشي بحكم غزة بعد الحرب.

وختم العيلة: "يبدو أن هناك مخططاً لحماس وحلفائها الإقليميين من أجل تأجيج الصراع في المنطقة، ومثل هذا المخطط خطير للغاية"، مؤكداً أن وجود اتفاق إقليمي ودولي بشأن إدارة القطاع هو الحل الأمثل لإعادة الهدوء للمنطقة.