محمد الرخا - دبي - السبت 6 أبريل 2024 11:14 صباحاً - في كثير من الأحيان، وقبل الإصابة بسكتة دماغية كاملة، قد يواجه الأفراد ما يعرف باسم "السكتة الدماغية الصغيرة" أو "السكتة التحذيرية"، التي يطلق عليها سريريًا اسم نوبة نقص تروية عابرة (TIA).
ورغم المصطلحات غير الطبية، يؤكد الخبراء الطبيون خطورة نوبات نقص التروية العابرة، معتبرين أنها خطيرة مثل السكتات الدماغية وتتطلب اهتمامًا فوريًا.
وبحسب تقرير نشره موقع huffpost، تؤكد جمعية القلب الأمريكية على هذه الضرورة الملحة؛ إذ تشير إلى أن ما يقرب من واحد من كل خمسة أفراد يعانون من نوبة نقص تروية عابرة مشتبه بها سيصابون بسكتة دماغية كاملة في غضون 90 يومًا.
ويوضح الدكتور لاري غولدستين، المدير المشارك لمعهد كنتاكي للعلوم العصبية، أن أعراض نوبة نقص التروية العابرة تعكس أعراض السكتة الدماغية، التي تظهر على شكل انقطاع قصير في إمدادات الدم إلى أجزاء من الدماغ، وعادة ما تستمر دقائق.
ورغم أنه من المتوقع تقليديًا أن تختفي أعراض هذه النوبة خلال 24 ساعة، إلا أن جزءًا كبيرًا من هذه النوبات يكون عابرًا، ويستمر أقل من ساعة.
وتشمل علامات الإنذار المبكر أثناء هذه النوبات العابرة:
صعوبة التوازن وضعفه
يحدد الخبراء صعوبات التوازن والضعف، خاصة التي تؤثر على جانب واحد من الجسم، باعتبارها سلائف شائعة لنوبة نقص التروية العابرة.
فقدان الرؤية
يشير الخبراء إلى أن الأفراد قد يعانون من فقدان جزئي أو كامل للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، أو الرؤية المزدوجة (الشفع)، حيث يظهر جسم واحد كصورتين.
تدلي الوجه أو تنميله
تدلي الوجه أو فقدان السيطرة على العضلات على جانب واحد من الوجه، مصحوبًا بالتنميل، يمثل عرضًا مميزًا آخر.
يمكن أن يشبه هذا شلل بيل، أو العصب السابع، ولكنه يتطلب عناية طبية فورية.
ضعف الذراع
يضيف الخبراء أن مواجهة صعوبة في رفع الأشياء أو رفع الذراعين، التي تؤثر في المقام الأول على جانب واحد من الجسم، يمكن أن تشير إلى نوبة عابرة وشيكة.
تشوهات النطق
يسلط الخبراء الضوء على صعوبات النطق، بما في ذلك الكلمات غير الواضحة أو المختلطة، كعلامة تحذيرية مهمة.
العلاج السريع
تشكل نوبة نقص التروية العابرة حالة طبية طارئة، وتتطلب التدخل الطبي الفوري؛ إذ إنه يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسكتة دماغية لاحقة.
وتشمل التدابير التشخيصية فحوصات الدماغ والأوعية الدموية، وتقييم وظائف القلب، وفحص عوامل الخطر القلبية الوعائية، مثل تراكم الترسبات في الشرايين، وعدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.
إن معالجة هذه الحالات الأساسية تقلل إلى حد كبير من احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية في المستقبل، ما يؤدي إلى تجنب الإعاقة المحتملة أو الوفاة.
كما أن الاكتشاف والتدخل المبكر لهما أهمية قصوى في التخفيف من العواقب السلبية للنوبات العابرة، مع التأكيد على أهمية التعرف على العلامات التحذيرية والاستجابة لها بسرعة.
وبهذا، فإن زيادة الوعي بالمؤشرات المبكرة لنوبات نقص التروية العابرة يمكن أن تمكن الأفراد من طلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب؛ ما قد يؤدي إلى تجنب العواقب المدمرة للسكتة الدماغية الكاملة.
وتلعب اليقظة وتدابير الرعاية الصحية الاستباقية أدوارًا محورية في الحماية من تطور هذه النوبات إلى أحداث عصبية أكثر خطورة.