محمد الرخا - دبي - السبت 6 أبريل 2024 02:14 صباحاً - يمثل القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتفاعل مع إحياء الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية ضد شعب التوتسي في رواندا، لحظة مهمة في العلاقات الفرنسية الرواندية.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن "ماكرون لن يكون حاضرا شخصيا في هذا الحدث، لكنه يخطط لنشر رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تعترف بفشل فرنسا في التدخل بالإبادة الجماعية، رغم امتلاكها الوسائل اللازمة للقيام بذلك".
وأوضحت أن "غياب ماكرون عن حفل إحياء الذكرى، في 7 أبريل/نيسان، يعد أمرًا ملحوظًا؛ نظرًا للجهود المستمرة لتحقيق المصالحة بين فرنسا ورواندا منذ تولى ماكرون منصبه في عام 2017"، مشيرة إلى أن "القرار يعكس الطبيعة الدقيقة للعلاقات الفرنسية الرواندية، التي شابتها التوترات التاريخية والصراعات، والقضايا العالقة المحيطة بدور فرنسا في الإبادة الجماعية".
وتؤكد هذه البادرة الرمزية التزام ماكرون بالاعتراف بماضي فرنسا، مع الاعتراف أيضًا بالحاجة إلى المصالحة مع رواندا.
ويأتي قرار عدم حضور مراسم إحياء الذكرى وسط تجدد التدقيق في دور فرنسا في الإبادة الجماعية ضد التوتسي.
ويعد اعتراف ماكرون بفشل فرنسا في التحرك أثناء الإبادة الجماعية خطوة مهمة نحو معالجة المظالم التاريخية وتعزيز المصالحة بين البلدين، بحسب الصحيفة.
ومن خلال الاعتراف بإخفاقات فرنسا الماضية، يهدف ماكرون إلى تمهيد الطريق لحوار أكثر صدقا وانفتاحا بين فرنسا ورواندا، ووضع الأساس لعلاقة أكثر إيجابية تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل.
وقوبل قرار عدم حضور الحفل بردود فعل متباينة، حيث أشاد البعض باعتراف ماكرون بأخطاء فرنسا الماضية، بينما انتقد آخرون غيابه باعتباره فرصة ضائعة للمصالحة.
ومن المرجح أن تثير رسالة ماكرون على وسائل التواصل الاجتماعي مزيدًا من النقاش والتفكير حول دور فرنسا في الإبادة الجماعية، والطريق نحو المصالحة مع رواندا.
وذكرت الصحيفة أن "قرار ماكرون بعدم حضور إحياء ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي في كيغالي يسلط الضوء على التعقيدات التي تحيط بمعالجة الفظائع التاريخية، والسعي المستمر لتحقيق المصالحة بين فرنسا ورواندا".
ويهدف ماكرون من خلال رسالته إلى "الاعتراف بإخفاقات فرنسا السابقة، وتمهيد الطريق لحوار أكثر صدقًا وبنّاءً بين البلدين".