محمد الرخا - دبي - الجمعة 5 أبريل 2024 08:26 مساءً - قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، نقلا عن منظمة الصحة العامة في فرنسا، إن النساء يعانين من الاضطرابات النفسية المتعلقة بالعمل أكثر من الرجال.
وبحسب الصحيفة، تستضيف الجمعية التطوعية في بورد النساء من جميع الأعمار، من مختلف المهن، معظمهن من الأمهات العازبات، ضحايا الإرهاق.
وتشارك آن صوفي فيفس، مساعدة كاتب العدل السابقة خيارها لمساعدة النساء الأخريات قصتها قائلة: "لقد تمكنت من إعادة بناء نفسي من خلال التحدث مع النساء الأخريات حول كفاحي لتحقيق التوازن بين عملي ودوري كأم وامرأة".
وتؤكد: "نحن الآن متضررات مرتين بسبب عدم المساواة داخل الأسرة والمهنة، والعبء النفسي، وصعوبة الموازنة بين الحياة الخاصة والمهنية"، موضحة أنه "إرهاق متعدد العوامل يتطلب دعما خاصا".
وأظهرت آخر النتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العامة في فرنسا، أن الضائقة النفسية المرتبطة بالعمل ارتفعت في عام 2019 عما كانت عليه في عام 2007، وخلال هذه الفترة، كانت هذه الضائقة أعلى مرتين بين النساء، مع زيادة ملحوظة في اضطرابات القلق والاكتئاب.
وبحسب الصحيفة، يساعد كادر الرعاية المكون من 10 موظفين وحوالي 30 متطوعًا من الجمعية أكثر من 600 امرأة في جيروند وأماكن أخرى في فرنسا (عبر مؤتمرات الفيديو) في عام 2023، إضافة إلى تصميم مجموعات الدعم والمساعدة القانونية وورش عمل إعادة الإدماج المهني مع متخصصين في القطاع (أطباء، محامون)، والمساعدة المتبادلة بين الأفراد الذين عانوا من نفس المرض الجسدي أو النفسي.
هولاند يشيد بعمل الجمعية
وتقول آن صوفي فيفس، إنه وعلى الرغم من تفردها، فقد وصلت الجمعية إلى الدور النهائي في عام 2023 لجائزة مؤسسة La France s’engage، التي يرأسها فرانسوا هولاند.
وأشاد رئيس الدولة السابق هولاند، الذي زار الجمعية في فبراير، بـ "عمل الخبراء" بشأن هذا "الاضطراب النفسي، الذي ليس مجرد اكتئاب ويجب الاعتراف به كمرض مهني".
بدورها، تقول ماري بيزي، طبيبة علم النفس ورئيسة شبكة 200 استشارة معاناة وعمل، بما في ذلك الجمعية "مع تزايد ضغط العمل، وتسارع الإيقاعات، ولكن أيضًا صعود الرقمنة، الجميع يتأثر"، موضحة أنه "في البداية، أثرت هذه المتلازمة على مقدمي الرعاية".
وتروي الصيدلانية بمستشفى في عيادة خاصة في بريست، وتبلغ من العمر 50 عامًا، محنتها التي مرت بها منذ رحيلها، حيث كان قمة الانهيار في 2021: "في صباح أحد الأيام، لم أتمكن من الذهاب إلى العمل، حيث أصابتني نوبة من الذعر والدموع خلف عجلة القيادة".
ضغط عمل وحالات طلاق
وتابعت: "لقد مر أكثر من شهر لم أكن جيدة، ولم أتناول سوى الوجبات الخفيفة، ولم أمارس أي حياة اجتماعية".
وتقول أخرى: "كان علي أن أتعامل مع عبء العمل في وظيفتين، مع وجود منصب النائب شاغرًا: العمل يطاردني".
وأضافت: "كان مديري يضايقني من خلال طلب المزيد دائمًا، وأحيانًا كان يتصل بي في الساعة 11 مساءً ليكون على سطح السفينة في اليوم التالي"، وفي صباح اليوم الساعة 8 صباحًا لإرسال معدات العناية المركزة للطوارئ، وفقا للصحيفة الفرنسية.
بدورها، تؤكد المحللة النفسية ماري بيزيه، أن العديد من حالات الطلاق تحدث عندما يعاني أحد الشركاء من الإرهاق.
من جانبه، تقدم عالمة النفس إيمانويل دوك خبرتها لتشخيص متلازمة الاحتراق النفسي، وأحيانا لإخراج النساء من حالة الإنكار، حيث تقول: "الفكرة هي فهم كيف حدث ذلك، وتحديد الإشارات القوية والضعيفة، من خلال تسليط الضوء على الأعراض: الدوخة، وضعف الذاكرة، وعدم التركيز، القلق، والتهيج، واضطرابات الجهاز الهضمي أو الهرمونية - انقطاع الطمث، وما إلى ذلك من أعراض".
ولفتت إلى أن هذه الأعراض تؤكد الإصابة بالإرهاق النفسي الناتج عن تزايد ضغوطات العمل.