من الدعم إلى الانتقاد.. كيف تغير موقف إسبانيا وإيرلندا حيال إسرائيل؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 5 أبريل 2024 04:18 مساءً - ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن هناك تحولاً في موقف إسبانيا وإيرلندا، اللتين أصبحتا من أشد منتقدي إسرائيل في أوروبا، إذ تعبران علانية عن مخاوفهما من طريقة سير الحرب في غزة.

Advertisements

وبحسب الصحيفة فإنه من غير المقنع ادعاءات رئيس الوزراء الإسرايئلي بنيامين نتنياهو، بأن قتل الجيش الإسرائيلي لسبعة من عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي في غزة، ليلة الإثنين، كان "حادثًا مأساويًّا، وهذا يحدث في زمن الحرب"، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى وصف التفسيرات المفترضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأنها "غير مقبولة على الإطلاق وغير كافية". حسب الغارديان.

وتُعد تصريحات سانشيز الأخيرة، إلى جانب إعلانه أن إسبانيا تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحلول يوليو القادم، مثالًا لبعض أعضاء الاتحاد الأوروبي الأكثر صمتًا، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التحدث وسط مخاوف من أن الاتحاد يتخلف عن القيام بواجباته الأخلاقية والسياسية والإنسانية.

وعلى الجانب الآخر، تُمثل إيرلندا، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها الصوت الأكثر تأييدًا للفلسطينيين في الاتحاد الأوروبي، الدبلوماسية الأوروبية الأكثر صراحة في توجيه الانتقاد إلى إسرائيل.

وسعت دبلن إلى إقامة قضية مشتركة مع الأعضاء ذوي التفكير المماثل، وقد قامت بمعايرة تصريحاتها لدفع الاتجاه السائد في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وليس تخريبه، إضافة إلى التعاون مع إسبانيا وسلوفينيا ومالطا الشهر الماضي للتعبير عن استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فقد دخلت في شراكة مع إسبانيا لحث الاتحاد الأوروبي على مراجعة صفقة التجارة الإسرائيلية بشأن التزامات حقوق الإنسان.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت إيرلندا أنها ستتدخل في قضية محكمة العدل الدولية التاريخية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، من خلال محاولة توسيع تعريف الإبادة الجماعية ليشمل منع المساعدات.

سخط أوروبي ودولي متزايد

وأشار الصحيفة إلى أنه مع تزايد السخط الأوروبي والدولي، يُلقي بعض الدبلوماسيين اللوم في استمرار الانقسام في الاتحاد على الدعم المبكر غير المشروط لإسرائيل الذي قدمته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ولم تشترط فيه بوضوح أن تلتزم إسرائيل بمراعاة حقوق الإنسان لدعمها الأولي بحقها في الدفاع عن نفسها.

ورجحت "الغارديان"، بحسب محللين ودبلوماسيين، أن التاريخ الاستعماري لإيرلندا جعلها تدعم المستضعفين، في حين كان لحلفاء رئيس الوزراء الإسباني اليساريين وقناعته الشخصية هو ووزير خارجيته بأن حل الدولتين يظل الحل الوحيد للأزمة في الشرق الأوسط، أكبر الأثر في بناء الموقف الإسباني المتزايد قلقًا من أفعال إسرائيل.

وخلُصت الصحيفة إلى أنه بعد مرور ستة أشهر من الحرب في غزة، لم يعُد انتظار تغيير الوضع الراهن خيارًا بالنسبة للكثيرين.