سياسيون أردنيون: ميليشيات طهران تسعى لزعزعة استقرار المملكة

محمد الرخا - دبي - الجمعة 5 أبريل 2024 10:06 صباحاً - قالت أوساط سياسية أردنية إن التصريحات الصادرة عن ميليشيا حزب الله العراقي الداعية إلى دعم ما أسمتها "المقاومة الأردنية"، تشكل تدخلاً سافراً في الشان الداخلي الوطني، وتعبر عن أوهام إيرانية ومحاولات بائسة بإيجاد أذرع لها في الأردن، مؤكدة أن ميليشيات طهران تسعى لزعزعة أمن واستقرار المملكة.

Advertisements

وتأتي هذه التصريحات رداً على بيان لـ"أبو علي العسكري"، المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقية، والتي قال فيها إن "المقاومة الإسلامية في العراق أعدت عدتها لتجهيز المقاومة الإسلامية في الأردن بما يسد حاجة 12 ألف مقاتل من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات ضد الدروع والصواريخ التكتيكية وملايين الذخائر وأطنان من المتفجرات".

وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة قال لـ"الخليج 365"، إن "الدعوات التي أطلقها حزب الله العراقي والمتعلقة بتسليح ما أسماها (المقاومة الأردنية)، إنما تأتي في سياق المحاولة الإيرانية لإيجاد مخالب وأذرع ونفوذ لها على الساحة الأردنية، وهو أمر يستحيل تحقيقه وقد فشل طيلة أربعين عاماً من المحاولات البائسة".

أخبار ذات صلة

إيران تعلق على "اغتيال" ضابطين إسرائيليين بمنطقة غور الأردن قبل شهر

وتابع المعايطة: "على طهران وميليشياتها أن تعلم بأن الأردن ليس دولة هشة، ولدينا جيش قوي وإمكانيات حمت الحدود مع سوريا والعراق خلال أزمات المنطقة طيلة العشر سنوات الماضية، والأردن هو الذي يواجه الميليشيات الإيرانية المرتبطة بعصابات المخدرات والأسلحة على الحدود مع سوريا".

وأضاف المعايطة: "نحن نفهم سياق التصريحات الصادرة عن ميليشيات طهران وتلك التصريحات المؤذية من قادة حماس، وهذه المضامين سيئة النوايا من إيران أو حماس، ليس هدفها غزة بقدر ما تهدف إلى إحداث الفوضى وحالة من عدم الاستقرار في الأردن".

وأضاف أن "فلسطين قريبة من مناطق نفوذ طهران في سوريا ولبنان، وهي رغم الضرب المبرح الذي تتلقاه من إسرائيل لم تقم بإطلاق رصاصة واحدة".

ومن جهته، قال عضو البرلمان الأردني جعفر الربابعة وهو رئيس واحدة من أكبر الكتل في البرلمان الأردني (كتلة الحزب الوطني الإسلامي وتضم 15 نائباً): إن "الدعوات الصادرة من كتائب ما يسمى حزب الله العراقي، تثير السخرية، فهم مرتبطون بطهران، وبإمكانهم الجهاد إن صدقوا من خلال الساحة السورية والعراقية التي باتت تسيطر عليها إيران عبر ميليشياتها المنتشرة على طول الحدود السورية وكذلك عبر ذراعها في لبنان ممثلاً بحزب الله".

الأردن أقوى بكثير من أوهام طهران وميليشياتها.

عضو البرلمان الأردني جعفر الربابعة

وتابع: "لا توجد في الأردن أذرع لإيران، وإن وجدت فسوق نقطعها، ونبتر كل يد تحاول النيل من بلدنا"، مشيراً إلى أن المحاولات الإيرانية لاختراق الأردن سيكون مصيرها الفشل، "لأن الأردن ليس مثل باقي الدول التي استطاعت طهران استباحتها عبر الأجندات الطائفية والمذهبية والعرقية". 

وأضاف الربابعة أن "الأردن أقوى بكثير من أوهام طهران وميليشياتها، فلدينا قيادة هاشمية شرعية لم تتلطخ أياديها بالدم، وفي الأردن جيش له باع طويل في القتال والمعارك، وبالذات مع عصابات الإرهاب ومع ميليشيات طهران التي تحاول زعزعة أمن واستقرار المملكة عبر الحدود السورية، ولدينا شعب موحد لا تفرقه لا طائفية ولا سواها من أدوات طهران المكشوفة".

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية السعودي ينفي عقد أي اجتماع مع إيران في الأردن

وختم الربابعة: على الإخوة في العراق الذين ينزعجون دوماً من محاولات التدخل في شؤونهم الداخلية، أن يتعاملوا مع هذه التصريحات الخارجة من أراضيهم بالشكل الذين يعكس مدى الاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين.

ومنذ نحو أسابيع تشهد بعض المناطق الأردنية مسيرات مساندة للشعب الفلسطيني، إلا أن بعضها خرجت عن السياق عبر هتافات لمجموعات تمكنت قوات الأمن الأردنية من إلقاء القبض عليها، بعد أن أساؤوا للدولة والجيش وآخرين قاموا بالتعدي على الممتلكات العامة، بحسب بيانات رسمية.

وتزامن مع هذه المسيرات حديث لزعيم حركة حماس في الخارج خالد مشعل، دعا فيه إلى نزول الملايين للشارع بشكل وصفه بالمستدام، وذلك خلال خطاب عبر تقنية الفيديو لفعالية نسائية في العاصمة عمّان.

واعتبرت الحكومة الأردنية أن حركة حماس تحاول تأجيج الشارع الأردني، رغم ما يقدمه الأردن من خطوات سياسية وإغاثية دفاعًا عن غزة، إذ قال وزير الإعلام الأردني مهند مبيضين في تصريحات محلية إن هناك أيديولوجيات بائسة وشعبويات تريد تأليب الرأي العام باستغلال المشاعر والعواطف، مطالبًا حماس بتوفير نصائحها ودعواتها للأردن إلى أن تلتفت لحفظ السلم والصمود لأهالي قطاع غزة.