واشنطن بوست: الانتخابات التمهيدية كشفت نقاط ضعف بايدن وترامب

محمد الرخا - دبي - الخميس 4 أبريل 2024 10:59 مساءً - ربما تكون الانتخابات التمهيدية الأخيرة ذات الإقبال المنخفض نسبيًا في كونيتيكت، ونيويورك، ورود آيلاند، و ويسكونسن، قد حسمت السباق التمهيدي الرئاسي، لكنها كشفت أيضًا عن نقاط ضعف محتملة في التحالفات الداعمة لكل من الرئيسين الحالي جو بايدن، والأسبق دونالد ترامب.

Advertisements

يأتي ذلك فيما يستعد بايدن وترامب للمواجهة الأكبر، في نوفمبر/تشرين الأول المقبل، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، وأعربت فيه عن اعتقادها بأن الانتخابات التمهيدية الأخيرة في الولايات المذكورة، تقدم لمحة دقيقة عن الديناميكيات التي تشكل المشهد الانتخابي.

فقد خسر ترمب جزءًا كبيرًا من الناخبين الجمهوريين لصالح السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، على الرغم من انسحابها من السباق الانتخابي قبل نحو شهر.

وكانت هايلي تمكنت من تأمين نسب كبيرة من الأصوات في عدة ولايات، ما يدل على وجود انقسام ملحوظ داخل صفوف الحزب الجمهوري.

على الجانب الديمقراطي، طغى امتناع عدد من الناخبين الأساسيين في الحزب عن التصويت لصالح بايدن احتجاجًا على سياسته إزاء الحرب في غزة، على الانتصارات المريحة التي حققها في الانتخابات التمهيدية.

وفي ولايات مثل رود آيلاند، وويسكونسن، صوّت جزء كبير من الناخبين الديمقراطيين بـ "غير ملتزم"، ما يشير إلى استياء واسع من النهج الذي يتبعه الرئيس حيال الأزمة في غزة.

متظاهرون مناهضون لبايدن خلال الانتخابات التمهيدية في مشيغانرويترز

وفي ولاية ويسكونسن على وجه الخصوص، التي حقق فيها بايدن الفوز بهامش ضيق في انتخابات 2020، فإن تصويت عدد كبير من الناخبين الديمقراطيين بـ "غير ملتزم" يثير مخاوف حقيقية بشأن إعادة انتخابه.

من جانبه، يقول النائب الديمقراطي مارك بوكان عن ولاية ويسكونسن بأنه يحترم قرار ناخبيه الذين اختاروا التصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية بسبب عدم رضاهم عن طريقة تعامل الرئيس بايدن مع الحرب في غزة. ورغم تصويته لصالح الرئيس، يؤكد بوكان تفهمه للتصويت الاحتجاجي للناخبين وامتناعه عن انتقاد أفعالهم.

وبينما تحاول حملة بايدن التقليل من تأثير هذه الأصوات، وتزعم أن انخفاض نسبة إقبال الناخبين، وأسباب غامضة ومجهولة، تقفان وراء الاقتراع بـ "غير ملتزم"، إلا أن هناك علامات على القلق لا سيما في ظل محاولة منظمي حملة "التخلّي عن بايدن" التي تهدف إلى هزيمة الرئيس احتجاجًا على دعمه لحرب إسرائيل في غزة، استغلال الاستياء والسخط الواسعين في ويسكونسن، لحرمان بايدن من الولاية التي يعتبرونها محورية في فوزه بولاية ثانية.

غير أن المخاوف بشأن تعامل بايدن مع حرب غزة بدت أكبر وأكثر أهمية في ولاية ميشيغان، نظرًا للعدد الكبير من سكانها العرب. ومع ذلك، فإن تركيز حملة التخلّي عن بايدن على ولاية ويسكونسن يؤكد أهمية الولاية في الانتخابات المقبلة.

وفي ضربة للديمقراطيين، أقرَّ الناخبون في ويسكونسون إجراءً لحظر التمويل الخاص لإدارة الانتخابات، لينضموا إلى أكثر من 20 ولاية أنهت أو حدّت من هذه الممارسة بعد أن أنفق مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ وزوجته 350 مليون دولار لمساعدة الحكومات المحلية في إجراء الانتخابات خلال فيروس كورونا.

أخبار ذات صلة

الانتخابات الأمريكية 2024.. من هم المرشحون لخوض السباق الرئاسي؟

إلى ذلك، تطرقت الصحيفة إلى الدعم المالي الكبير الذي قدمه الملياردير دون هانكي، لترامب، وذلك من خلال نشر سندات بقيمة 175 مليون دولار، إضافة إلى كونه مساهمًا رئيسًا في بنك أكسوس، الذي أقرض مبلغ 225 مليون دولار لشركات تابعة لترمب.

وبرغم تأكيد هانكي بأن مشاركته كانت قرارًا تجاريًا وليس سياسيًا، إلا أن أفعاله لفتت الانتباه، وقد تخضع للمراقبة إذا تم انتخاب ترامب وكان للإجراءات الحكومية تأثير على مصالح هانكي التجارية.

وبشكل عام، لعب دعم هانكي دورًا حاسمًا في مساعدة ترامب في التغلب على التحديات المالية والمسؤوليات القانونية المحتملة، ما يسلط الضوء على تقاطع السياسة مع المال والمصالح الشخصية.

في غضون ذلك، أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى وجود مشهد تنافسي في الولايات المتأرجحة، مع تقدم ترامب في العديد من الولايات الرئيسة. بينما يتفوق بايدن بفارق ضئيل على ترامب في ولاية ويسكونسن، في حين يحافظ  ترامب على تقدمه في ولايات حاسمة أخرى.

ومع ذلك، فإن هذه القراءات التي تُظهر تقدم ترامب في العديد من الولايات المتأرجحة وتقدم بايدن بفارق ضئيل في ولايات أخرى، قد لا تعكس بدقة النتيجة النهائية للانتخابات، لاسيما في ظل اختيارات الناخبين التي توصف بأنها عرضة للتغيير بمرور الوقت. ومع اقتراب موعد الانتخابات وتزايد تفاعل الناخبين مع الحملات الانتخابية، قد تتطور آراؤهم، ما قد يؤدي إلى تغيير المشهد الانتخابي برمته.