04 أبريل 2024, 1:39 م
حالة طوارئ في إسرائيل، المنظومة الأمنية في تل أبيب تفعل خاصية التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" في عموم البلاد، وتلغي الإجازات في كل الوحدات المقاتلة في الجيش، وتستدعي جنود احتياط من الدفاع الجوي، أما عن السبب فهو الرد الإيراني المتوقع.
طيلة شهور الحرب في غزة فإن الموقف الإيراني كانت التهديدات فيه تفوق مرحلة الفعل، حتى وإن كانت طهران وفق مراقبين تحرك أذرعها بما يتناسب مع مصلحتها في المنطقة، وعلى رأس هذا الحوثيين ومشكلة البحر الأحمر وغير ذلك، إلا أن دولة بحجم إيران افتقدت على مدار حرب غزة لرد فعل حقيقي وواضح المنشأ، بينما كثرت التصريحات ووعود الرد التي تزداد مع كل ضربة تتلقاها طهران، وهي التي تعرضت في سورية وحدها وخلال عام 2024 فقط إلى 30 هجوما إسرائيليا على مواقعها، راح ضحيتها عديد المستشارين العسكريين والشخصيات القيادية مثل سعيد علي دادي، وأخيرا محمد رضا زاهدي الذي تعتبر إسرائيل اغتياله الحدث الأهم بعد اغتيال سليماني عام 2020.
الواضح من خلال سيرورة الأشهر الماضية بأن إيران تبتعد عن توسيع دائرة الحرب، وها هي أضمام اختبار جديد يجب عليها الرد فيه لكن دون تصعيد، ما يصعب مهمة اختيار الزمان والمكان المناسبين لردها، كما أنها ووفق مراقبين تحاول الاستفادة من تصرفات إسرائيلية تنجر من خلالها تل أبيب إلى دائرة يقل فيها الدعم الدولي لها تزامنا مع الخلافات الإسرائيلية الأمريكية، فهل ستندم تل أبيب حقا على ما فعلت هذه المرة؟ أم أن استراتيجة الصبر الاستراتيجي الإيراني ستحكم من جديد؟