محمد الرخا - دبي - الخميس 4 أبريل 2024 02:18 مساءً - في امتدادات القضية الفلسطينية وخبايا التعاطف الجياش مع تفاصيلها، فإن ليس كل ما يلمع ذهبا، وإنّما في نوايا بعض مجيشي الرأي العام حولها، أسباب تدفعهم لهذا، ربما تندرج جميعها تحت عنوان فضفاض اسموه "الفوضى الخلاقة" وتتحدث تفاصيله فوضى بحق، بل إنها تذهب أحيانا إلى ما هو أبعد من ذلك في دول عربية كثيرة، وتقودها جماعات دينية بأهداف خفية.
ربيع عربي جديد تحت غطاءِ نصرة فلسطين، هذه الأصوات التي قرأت ما يدور بين السطور، ترى بأن الفصائل الإسلاماوية في المنطقة على اختلاف المكان والتسمية، تستغل الحالة العاطفية في غزة من أجل إنتاج الفوضى التي تريد، وربما في الأردن مثال وفق مراقبين لمخطط الإخوان في نشر العنف الذي بدأ بشعارات التعاطف مع غزة وانتهى الحال به باستهداف مؤسسات حكومية أردنية قبل أن ينتقل بعدها لمحطة جديدة مع دول حدودية أخرى لإسرائيل كمصر على سبيل المثال.
مؤخرًا، كان اللافت للنظر بيان ميليشيا حزب الله العراقي الموالي لإيران أنها ستجهز مقاتلين أردنيين بالأسلحة، بما يسد حاجة 12 ألف مقاتل وكل هذا نصرة لفلسطين، مع العلم بأن دولًا كالأردن ومصر وغيرها من دول الخليج تاريخها حافل بدعم القضية، إلا أن ما وصل إليه الحال اليوم في الأردن من تصاعد لأعمال الفوضى يرسم باكورة خطة يقودها تنظيم الإخوان والهدف قديم جديد، منطقة بلا استقرار، وسيناروهات تجدد نفسها فمن يعملون على تجييش الشارع الأردني اليوم هم ذاتهم من أضروا بأمن الأردن واستقراره قبل 54 عامًا مع تغيير الأدوات.
في الأردن ومصر واليمن وغيرها، تجييش للشعوب وقلب لمعادلات التعاطف مع غزة بما يخدم المشروع الأمريكي، وفي سورية ولبنان استهدافات ورعب وفوضى، وأسماء دول عربية أخرى على جدول الأعمال أيضا، فالهدف وفق مراقبين هو تشويه صورة دول الاعتدال العربي، ودفع الحكومات للتصادم مع شعوبها، ليبقى السؤال الأهم مفتقدًا إجاتبه، هل سيقود ذلك إلى وقف الحرب على غزة ؟ أم أنه سيشتت بوصلة العالم على مجازر القطاع بما يتقاطع جملة وتفصيلا مع أهداف إسرائيل؟.