هل يغير استهداف طاقم المطبخ العالمي مسار حرب غزة؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 4 أبريل 2024 11:14 صباحاً - أثار الاستهداف الإسرائيلي للطاقم الإغاثي التابع للمطبخ المركزي العالمي في مدينة دير البلح، تساؤلات حول تأثير ذلك على مسار الحرب في غزة، باعتباره "الحدث الأصعب" وفق تقديرات مسؤولين إسرائيليين.

Advertisements

ولقي 7 عاملين في الفريق الإغاثي التابع للمطبخ العالمي حتفهم إثر قصف إسرائيلي استهدف موكبهم في دير البلح وسط القطاع، وهم من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة، ويحملون جنسية مزدوجة من الولايات المتحدة وكندا وفلسطين.

رجل يعرض جوازات السفر البريطانية والبولندية والأسترالية بجوار جثث عمال المطبخ المركزي العالميأ ف ب

توقف عن العمل

وأكد بيان صادر عن المكتب المركزي للمطبخ، أن "موكب فريقه الإغاثي تعرض للقصف عقب مغادرته مستودع دير البلح، رغم تنسيق التحركات مع الجيش الإسرائيلي"، موضحًا أن الموكب عبارة عن سيارتين مصفحتين تحملان شعار المنظمة.

وأوضح البيان أن "المطبخ المركزي العالمي قرر إيقاف عملياته في غزة مؤقتًا، وأنه سيتم اتخاذ قرارات بشأن مستقبل عملهم قريبًا"، مشددًا أن ذلك يمثل هجومًا على المنظمات الإنسانية التي تعمل في أسوأ الظروف.

وأضاف أن "هذا أمر لا يغتفر، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن توقف القتل العشوائي، والتوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية، وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، والتوقف عن استخدام الغذاء سلاحًا"، لافتًا إلى أن الاستهداف جرى في منطقة بعيدة عن مناطق الصراع.

وبدوره، أكد الجيش الإسرائيلي أن "هيئة مستقلة واحترافية وتتمتع بالخبرة ستتولى التحقيق في مقتل موظفي الإغاثة التابعين للمطبخ المركزي العالمي"، مبينًا أنه "سيتم التحقيق في الحادث عبر آلية تقصي الحقائق والتقييم".

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف بها الجيش الإسرائيلي مواكب أو شاحنات إغاثية، إذ أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في أوقات سابقة استهداف شاحناتها.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قتل أكثر من 100 فلسطيني برصاص إسرائيلي استهدف مدنيين تجمعوا حول شاحنات مساعدات غرب غزة.

وتتهم المنظمات الإنسانية الدولية إسرائيل بتنفيذ حصار خانق على سكان القطاع، ووضع قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية للنازحين والمتضررين من الحرب، محذرة من أن شبح الجوع يهدد آلاف الفلسطينيين.

أخبار ذات صلة

بينهم أمريكي.. ارتفاع عدد قتلى فريق الإغاثة الأجنبي بغزة إلى 7 قتلى

حرب تجويع

وقال الناطق باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس، إن "استهداف الجيش الإسرائيلي للطواقم الإغاثية يهدف إلى وقف عمل المنظمات الدولية والإنسانية في قطاع غزة"، مبينًا أن ذلك يأتي في إطار حرب التجويع.

وأوضح النمس، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي المنظمات الإغاثية، وأن طواقم جمعية الهلال الأحمر وغيرها من المؤسسات تعرضت للاستهداف؛ ما أدّى لمقتل عدد منهم".

وأضاف أن "إسرائيل معنية بتوقف جميع المؤسسات الإغاثية عن العمل، وإدخال القطاع في مجاعة غير مسبوقة"، مشددًا على ضرورة توفير الحماية الدولية للطواقم الإغاثية، ومحاسبة إسرائيل على استهدافها لهذه الفئات.

وأشار أن "استهداف الطواقم الإغاثية يؤثر على إيصال المساعدات لمستحقيها من النازحين في مختلف مناطق غزة"، لافتًا إلى أن الحادثة ستزيد من معاناة سكان القطاع، وستؤدي إلى نقص حاد في احتياجاتهم الإغاثية.

وتابع النمس: "مئات الآلاف من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية وطعام التكيات الخيرية التي يمولها المطبخ العالمي، وتوقف المطبخ عن العمل، ولو بشكل مؤقت، سيؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي لهذه العائلات".

أشخاص يتجمعون حول سيارة طاقم المطبخ العالمي التي تعرضت لضربة إسرائيلية في دير البلح أ ف ب

تغييرات جوهرية

وفي السياق، يرى المحلل السياسي حاتم أبو زايدة، أن "استهداف الجيش الإسرائيلي لفريق الإغاثة الأجنبي سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في مسار الحرب على غزة"، مبينًا أن إسرائيل ستضطر لتقديم تنازلات غير مسبوقة.

وأوضح أبو زايدة، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "مقتل 7 من الطواقم الإغاثية سيؤدي إلى غضب حلفاء إسرائيل، الذين سيدفعون تل أبيب للمرة الأولى منذ بداية الحرب إلى تقديم مبررات بهذا الشأن، ورواية أسباب الاستهداف".

وقال: "بتقديري مسار الحرب سيتغير بعد هذه الحادثة، وستكون إسرائيل مجبرة على القبول بتدفق أكبر للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وستتعرض لضغوط من أجل وقف استهداف الطواقم الإغاثية والطبية، وتقديم ضمانات لذلك".

وأشار أبو زايدة إلى أن "هذه الحادثة ستؤدي أيضًا لزيادة الضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب في غزة، ولو بشكل مؤقت، وقد يكون لها تأثير ايجابي على المفاوضات الدائرة مع حركة حماس بشأن اتفاق للتهدئة"، مبينًا أن إسرائيل بحاجة لتقديم تنازلات من أجل تمرير تلك الحادثة.

وأكد أن "الجيش الإسرائيلي سيخرج برواية يحاول من خلالها تبرير الهجوم؛ إلا أن المجتمع الدولي لن يقبل بها، خاصة أن المؤسسة المستهدفة تعمل في إطار التنسيق المباشر معه"، مبينًا أن هذه الحادثة ستؤدي لتخفيف وتيرة الحرب.