السودان.. ضابط يكشف تغلغل "الحركة الإسلامية" في "جيش البرهان"

محمد الرخا - دبي - الخميس 4 أبريل 2024 11:14 صباحاً - أثار مقطع فيديو متداول يظهر فيه ضابط في الجيش السوداني، وهو يشتم القوى السياسية في البلاد ويتوعدها بلسان تنظيم "الحركة الإسلامية"، ردود أفعال واسعة بين السودانيين.

Advertisements

وأشار محللون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن محتوى الفيديو يفتح الباب نحو مدى تغلغل "الحركة الإسلامية" داخل الجيش السوداني.

ويأتي هذا الجدال وسط اتهامات متواترة بسيطرة "الحركة الإسلامية" على قرار الجيش السوداني، ودفعه نحو خيار استمرار الحرب بدلاً عن الحلول التي تنتهي إلى إبعاد نظام البشير من معادلة السلطة والسياسة.

ووصف الضابط في الفيديو منسوبي تحالف "قوى الحرية والتغيير" المناهض لاستمرار الحرب بـ"الكلاب والخونة والمرجفين"، وهي اتهامات ظل يرددها أنصار تنظيم "الحركة الإسلامية" في وصف القوى السياسية منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير في الـ19 من أبريل/ نيسان 2019.

وعلق أبو ذر حسن على منصة "إكس": "ضباط الجيش عندما فشلوا في التصدي لقوات الدعم السريع، أصبحوا سياسيين"، مشيرًا أن "ضابط الجيش السوداني مهمته توفير الأمن والحماية لجميع تنظيمات القوى السياسية بلا فرز".

ومن جهته، نوه عبدالعظيم الأموي باستدعاء حديث لنائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار الذي عاتب فيه ضباط وجنود الجيش السوداني على هروبهم من أمام قوات الدعم السريع في المعارك، بقوله: "يا عقار إذا ضباط الجيش على شاكلة هذا الضابط غير المنضبط الذي يمارس السياسة ببزته العسكرية طبيعي أن يكون فاشلا في مهنته لأنه مشغول بالسياسة".

عرقلة التفكيك

و"منذ سقوط نظام البشير، ظلت الاتهامات تلاحق جنرالات الجيش السوداني بأنهم يقفون عقبة أمام تحقيق مطالب الثورة الشعبية، رغم أنهم أعلنوا تأييدهم لها وعزلوا البشير عن السلطة، لكنهم ظلوا يعرقلون إجراءات تفكيك نظام الحركة الإسلامية"، وفق قول علاء الدين بابكر، عضو لجنة تفكيك نظام البشير السابقة.

وقال بابكر لـ"الخليج 365"، إن "المكون العسكري بقيادة قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، انقلب على حكومة الفترة الانتقالية بقيادة عبدالله حمدوك، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 لقطع الطريق على إجراءات تفكيك نظام البشير التي كانت تقوم بها اللجنة وقتها".

وأكد أن "المكون العسكري ألغى كل قرارات الحكومة المدنية المتعلقة بتفكيك نظام عمر البشير، واستعاد كل الأموال والأصول التي اسُتردت لصالح الدولة بواسطة لجنة التفكيك".

ووصف بابكر ما جرى من الانقلاب على حكومة حمدوك وما تلاها من إجراءات وصولًا للحرب الدائرة الآن في البلاد، بأنها "تفكيك لمطالب الثورة الشعبية والإبقاء على تمكين نظام البشير والحركة الإسلامية".

التحقيق مع ضباط الجيش

وخلال الأسبوعين الماضيين فجرت قيادية في نظام الرئيس المعزول عمر البشير مفاجأة حول علاقة تنظيم الحركة الإسلامية بالجيش السوداني؛ ما أثار ضجة وسط السودانيين.

وكانت القيادية في حزب المؤتمر الوطني المنحل، سناء حمد، قالت: إن الحركة الإسلامية "أخضعت قادة الجيش السوداني للتحقيق" حول أسباب سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير.

وأكدت حمد، خلال مقابلة على "يوتيوب"، أن "القادة العسكريين الذين جرى التحقيق معهم هم أعضاء اللجنة الأمنية التي أعلنت الانحياز لمطالب الثورة الشعبية، وقامت بعزل الرئيس البشير عن سدة الحكم".

وقالت إن "التحقيق مع قادة الجيش باللجنة الأمنية جاء بتكليف من الأمين العام للحركة الإسلامية الراحل الزبير أحمد الحسن، الذي تواصل معها من داخل السجن وكلفها بالتحقيق مع القادة العسكريين".

وأضافت حمد أن "القادة العسكريين المحقق معهم وقعوا على إفاداتهم بعد الانتهاء من التحقيق، قبل تسليمها لاحقًا إلى الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن".

وذكرت أنها حققت مع أعضاء اللجنة الأمنية، على رأسهم الفريق عوض بن عوف، نائب البشير ورئيس المجلس العسكري الذي عزله، والفريق صلاح عبدالله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات، ونائبه جلال الدين الشيخ، بينما تحفظت عن ذكر بقية الأسماء.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/ نيسان العام الماضي، أعلنت الحركة الإسلامية تأييدها للجيش السوداني، وانخرطت كتائبها العسكرية في القتال ضد قوات الدعم السريع.

وأشهر المجموعات الإسلامية التي تقاتل مع الجيش السوداني تسمى "كتائب البراء بن مالك"، وهي ميليشيا يُشكّلها مجموعة مقاتلين ينتمون لجهاز الأمن السري للحركة الإسلامية المسمى بـ"الأمن الشعبي".