محمد الرخا - دبي - الأربعاء 3 أبريل 2024 09:02 مساءً - ظل الكويتي حسن القطان نحو خمسة وثلاثين عامًا يجمع المقتنيات القديمة التي مرّ على صنعها عشرات السنوات من أجهزة راديو وساعات وجراموفون وهواتف وأدوات منزلية وحتى زجاجات المياه الغازية القديمة وصناديقها الخشبية، حتى كوّن منها متحفه الخاص الذي يضم نحو 2200 قطعة.
تحدث القطان لرويترز من داخل متحفه في سرداب بيته في منطقة القرين (20 كيلومترا جنوب شرقي مدينة الكويت) قائلا إنّ هذه المقتنيات تذكره بالماضي.
وأضاف: "مرات أقعد بالمتحف هنا وأشغل البشتختات (الجراموفون) والراديو، وأطلع على بعض التحف القديمة التي كانت تستخدم بالكويت وأتذكرها، وبصراحة كأني رجعت الماضي".
ويضم المتحف أيضًا مسابح ومباخر وأوراقا نقدية قديمة ومنبهات وأدوات الشاي والقهوة والكاميرات والآلات الموسيقية ولعب الأطفال وأدوات الصيد اليدوية والبنادق وحتى الأدوات التي كان يستخدمها الحلاق القديم.
بدأ شغف القطان وهو في العقد السابع من عمره بهذه التحف، التي يرجع تاريخ بعضها لأكثر من مئة عام، إذ ورث من عائلته العديد من الأدوات القديمة المستخدمة بشكل يومي ومع الزمن تحول بعضها إلى تحف.
وأوضح أنه حصل على بعض هذه التحف كهدايا لكن غالبيتها اشتراها من الكويت وسوريا ومصر والبحرين وإيران وبريطانيا، مبينا أنها هواية مكلفة ماليا.
وقال: "بذلت جهدا كبيرا لأحصل على هذه الأشياء.. إذا حبيت هذا الشيء لازم تضحي.. اشتريت وايد أشياء (أشياء كثيرة) بمبالغ كبيرة.. كلفتني وايد فلوس (أموال كثيرة) لأني أنا مهتم فيها، فلازم أحصل عليها، لازم أشتريها".
وأشار إلى أنه اشترى مثلا ورقة نقدية كويتية قديمة تعود لستينيات القرن الماضي من فئة نصف دينار بمبلغ 80 دينارا ( 260 دولارا).
وشارك القطان، وهو مدرس تربية فنية متقاعد، بالعديد من تحفه في معارض متنوعة داخل وخارج الكويت، ضمن فريق (إكسبو 965) للمعارض التراثية الحرفية والمبدعين الكويتيين، وهو فريق غير حكومي مهتم بالمهن والحرف التراثية الكويتية.
وقال القطان: "نجد إقبالا عجيبا (على هذه التحف من الجمهور) خاصة من الجيل القديم لأن هذه الأشياء كانوا يستعملونها في بيوتهم.. واحد مثلا (الآن) عمره 80 سنة، كان في ذاك الزمن عمره 20 سنة، يأتي المعرض ليتذكر".
وأكد أن هذه التحف تحتاج لصيانة دورية وبعض الأجهزة تتطلب تشغيلها بين فترة وأخرى حتى تظل تعمل "لازم لا تهملها. هناك بعض المكائن إذا تركتها تصدأ أو تخترب. لازم كل شهرين أو ثلاثة أشهر تشغلها شوية".
وأشار القطان إلى أنه وجد تشجيعًا من الأصدقاء والأسرة لتكوين هذا المتحف لتتعرف الأجيال الجديدة على طبيعة الأدوات المستخدمة من قبل، معتبرا أن هذه التحف أصبحت الآن "جزءا من تاريخ الكويت".