سهل مرج ابن عامر.. سلة غذاء فلسطين وسرها الخلاب (صور)

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 3 أبريل 2024 06:02 مساءً - يشتهر سهل مرج ابن عامر الذي ارتبط وجدانيًّا وثقافيًّا بالسكان العرب، بطبيعته الساحرة والخلابة، ويُعرف بسلة غذاء فلسطين؛ بسبب انتشار المناطق الخضراء والأكثر جمالًا. كما يعد أكثر الأراضي التي تصلح للزراعة المروية والبعلية.

Advertisements

هذا السهل الذي يبلغ طوله 40 كيلو مترًا، وعرضه المتوسط 19 كيلو مترًا، فيما تبلغ مساحته الكلية 351 كيلو مترًا، يقع بين منطقة الجليل شمال فلسطين التاريخية وجبال نابلس، ويأخذ شكل مثلث أطرافه حيفا جنين وطبريا.

ويبدأ ضلع قاعدة السهل من سفوح جبال الكرمل غربًا وحتى مدينة جنين شرقًا، وطوله نحو 46 كيلو مترًا، وضلعاه الآخران يكادان يكونان مُتساويين، وطولهما نحو 20 كيلو مترًا لكل منهما.

سهل مرج ابن عامر متداول

أما الضلع الشرقي للسهل، فيمتد من سفح جبل الطور شمالًا، بعد أن يُلامس جبال الدحي. وينتهي بجوار مدينة جنين، فيما يمر الضلع الغربي بمحاذاة سفوح جبال الجليل.

حتى عام 1947، كان يعد السهل سلة غذاء فلسطين، كما إنه من أجمل سهول العالم، ويبلغ معدل الليالي التي يتكون فيها الندى فيه نحو 200 ليلة، ما يجعل تأثيره كبير على الزراعة في أشهر الصيف الجافة على وجه الخصوص.

سهل مرج ابن عامرفيسبوك

تسمية السهل

سُمي السهل بأسماء كثيرة فالكنعانيون أطلقوا عليه اسم سهل "يزراعيل" نسبة لقرية زرعين، ومنهم من سماه بالسهل الكبير، وعرف عند الرومان باسم "اللجون"، في حين أطلق العرب عليه اسم مرج ابن عامر نسبة لقبيلة بني عامر، كما سُمي سهل ارشيد نسبة للشيخ أحمد ارشيد.

تاريخ المرج زاخر بالأحداث وشهد معارك ضارية، منها موقعة "مجدو" مع تحتمس الثالث الذي غزا مجدو في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وفتحها. كما شهد أكبر المعارك التي دارت بين الإنجليز والجيش العثماني.

وتكثر التلال في السهل الفلسطيني وأشهرها: "تل مجدو وهو تل أثري قديم كانت تقوم عليه مدينة مجدو الكنعانية القديمة، وتل أبو زريق، وتل أبو شوشة، وتل الجحاش، وتل المناطير، وتل ميريم، وتل ظهرة الملول".

وبالسهل العديد من عيون الماء، وهي: "عين التينة، وعين أبو خرج، عين فخاخيرة، عين الدخيل، عين حنتوشة، عين أم القلايد، عين طريمة، عين الصمطات، عين الباشا، عين الخلة، بير مدينة، عين البير الغربي، عين أم الأساور، عين أم العرايس".

ويتكون المرج من تربة دبالية جرفية خصبة جدًا، عدا عن توفر المياه والمناخ المناسب في الشتاء والصيف لنمو العديد من المزروعات، إذ إن كل ذلك أسهم في توفير المزروعات الوافرة خلال مختلف الفترات التاريخية.

وقبل النكبة الفلسطينية عام 1948، اشتهر المرج بزراعة القمح. وكان مصدرًا أساسيًّا له لمختلف المدن، حيث كان يزرع فيه نحو 135 ألف دونم سنويًّا، فيما تنوعت فيه المزروعات في الوقت الحالي عقب السيطرة الإسرائيلية عليه.

سهل مرج ابن عامرفيسبوك