لماذا هاجمت حركة فتح "تدخلات إيران" في الشأن الفلسطيني؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 3 أبريل 2024 05:26 مساءً - اعتبر خبراء أن بيان حركة فتح الذي هاجم ما أسماه"التدخلات الإيرانية" في الشأن الدخلي الفلسطيني، يوم أمس، يعود لسببين.

Advertisements

وقال الخبراء والمختصون في الشأن الفلسطيني، إن السبب الأول يتمثل في مخاوف الحركة الفلسطينية من المخططات الإيرانية بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة، والثاني لإحراج حركة حماس التي تفضل تحالفاتها الإقليمية على المصالحة الفلسطينية.

وكانت "فتح" قالت، في بيان أمس، إنها "لن تسمح باستغلال القضية الفلسطينية كورقة مصالح لمشاريع مشبوهة، وأنها ستكون بالمرصاد لهذه المخططات"، مضيفة: "سنقطع اليد التي تمتد للعبث بساحتنا أو المساس بمؤسساتنا الوطنية".

أخبار ذات صلة

"فتح": لا دور لحماس في الحكومة الفلسطينية الجديدة

انتقاد علني

وقال المحلل السياسي، جهاد حرب، إن "الانتقاد العلني من حركة فتح لإيران يمثل حدثًا غير مسبوق، يمكن أن يؤثر على علاقات السلطة الفلسطينية مع طهران"، مبينًا أن ذلك يؤكد أن الهجوم يأتي بشكل مدروس وبتوافق بين السلطة وفتح.

وأوضح حرب، لـ"الخليج 365"، أن "ذلك يأتي إثر محاولات إيران عبر الجماعات الموالية لها بتأجيج الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، من خلال استهداف مؤسسات السلطة الفلسطينية وحركة فتح"، مشددًا على أن فتح تدرك خطورة ذلك.

وأضاف أن "الضفة الغربية تشهد في الآونة الأخيرة محاولات لإدخال السلطة الفلسطينية وفتح، بصفتها على رأس هرم السلطة، في خلافات مع الشارع الفلسطيني، وهو ما يمكن أن يؤدي لإضعافهما على حساب زيادة قوة حلفاء إيران وتحديدًا حركة حماس".

وأشار حرب إلى أن "إيران تسعى لأن يكون لها موطئ قدم وقواعد في الضفة الغربية، وهو ما سيؤثر على قدرة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية على إدارة مدن الضفة، كما أنه سيكون عاملًا رئيسًا بالفوضى الأمنية".

ووفق المحلل السياسي، فإن "قيادة فتح ترى أن إيران هي المتسبب الرئيس في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأن حماس تعمل وفق تعليمات القيادة الإيرانية؛ مما أدى إلى ما تصفه الحركة بمغامرة 7 أكتوبر".

وتابع حرب: "بتقديري هذا الهجوم من فتح سيتبعه سجال إعلامي ستكون إيران وحلفاؤها طرفًا فيه ضد الحركة والسلطة الفلسطينية"، مبينًا أن المخططات الإيرانية في الأراضي الفلسطينية خطيرة جدًّا، ولها أهداف وأجندات خاصة بطهران.

المرشد الإيراني علي خامنئي ملتقيًا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيةرويترز

رسالة لحماس

بدوره، يرى المحلل السياسي، محمد هواش، أن "بيان فتح يظهر انزعاج القيادة الفلسطينية من التدخلات الإيرانية بالشأن الفلسطيني، ويمثل رسالة لحركة حماس بشأن ضرورة إعادة النظر في أولوياتها وتحالفاتها الإقليمية".

وقال هواش، لـ"الخليج 365"، إن "الهجوم يمثل أول خطوة لفتح والسلطة الفلسطينية لمواجهة مخططات إيران وحلفائها في الضفة الغربية وغزة، وأن ذلك سيتبعه خطط سياسية وأمنية بالضفة، لوقف محاولات تأجيج الأوضاع الأمنية بمدنها".

وأشار إلى أن "هجوم فتح على إيران يهدف أيضًا لإحراج حماس التي انتقدت تشكيل الحكومة الجديدة وترفض التوافق الداخلي على العديد من الملفات، خاصة ملف إدارة قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الدائرة حاليًّا".

وأضاف: "سنكون خلال الأيام المقبلة أمام قرارات حاسمة من السلطة الفلسطينية لإعادة ضبط الأوضاع الأمنية والسياسية بالضفة الغربية، وهو الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر على إيران وحلفائها، وتحديدًا حركتي حماس والجهاد الإسلامي".

وختم هواش بالقول: "قد يتم الكشف من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية عن مخططات لإيران وحلفائها تهدف لزعزعة استقرار الضفة الغربية، وعن دور إيران في حرب غزة"، لافتًا إلى أن العلاقات بين السلطة الفلسطينية والإيرانيين ستتأثر بشكل كبير، وفق تقديره.