خبراء: شروط الجيش السوداني التعجيزية أجهضت مبادرات السلام

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 3 أبريل 2024 01:10 صباحاً - رأى خبراء في الشأن السوداني أن الشروط التعجيزية التي يضعها الجيش السوداني، أجهضت مبادرات السلام الدولية لإنهاء الأزمة، والتي وضعت العديد من الحلول التي لاقت تجاوبًا من قوات الدعم السريع.

Advertisements

وقال الخبراء الذين تحدثوا لـ "الخليج 365"، إن عثرات صاحبت تلك المبادرات، وأسهمت على نحو مباشر بإفشال مساعي السلام عبر منابر (جدة – الإيغاد – القاهرة – المنامة) والتي وصل بعضها إلى نقاط متقدمة، وكان سبب تلك العثرات تأثير قبضة النظام السابق في البلاد على قرار قيادة الجيش السوداني.

 مبادرات فاشلة

تعددت المبادرات الدولية والإقليمية؛ أحرز بعضها تقدمًا ملحوظًا وأساسيًا في اتجاه إنهاء الأزمة السودانية مثل المبادرة (السعودية – الأمريكية) عبر منبر جدة والتي اعتبرها مراقبون بأنها الأقرب والأكثر جدية من بين المبادرات المطروحة الأخرى.

وفشلت مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" دون تحقيق تقدم ملموس، وانتهت بالتشكيك في مساعيها من قبل الجيش السوداني، وإعلان السودان انسحابه من منظمة (الإيغاد).

ومن أكثر المبادرات التي لم تحظ باهتمام، كانت مبادرة دول الجوار التي أقامتها القاهرة وشاركت فيها دول: مصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان، وتشاد، وليبيا، وأفريقيا الوسطى، وإرتيريا.

ومضى ما عُرف بـ "وثيقة المنامة" إلى المصير ذاته، رغم أن التسريبات حوله كشفت عن وثيقة متقدمة وأكثر فاعلية من مثيلاتها لوقف الحرب السودانية.

شروط تعجيزية

يرى مراقبون منهم المحلل السياسي يوسف سراج الدين، أن "الشروط التعجيزية" التي وضعتها القوات المسلحة لوقف إطلاق النار ومنها خروج قوات الدعم السريع من المواقع المدنية والعسكرية، وقفت حجر عثرة في نجاح أي من المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية.

فيما ذهب المحلل السياسي محمد عابدين، إلى أن "سطوة" نظام عمر البشير على قيادة الجيش السوداني باتخاذ القرارات بدلاً عن جنرالاته، هي من عطلت المبادرات المطروحة كافة التي اقتربت بحسب "عابدين" من الوصول إلى نتائج من شأنها إيقاف الحرب في السودان.

 حجر عثرة

ويقول يوسف سراج الدين، إن الشروط التعجيزية لوقف إطلاق النار من قبل القوات المسلحة خاصة فيما يتعلق بتكرار الحديث عن خروج قوات الدعم السريع من المواقع المدنية والعسكرية، ما زالت تقف حجر عثرة في نجاح أي من المبادرات المطروحة.

وأضاف سراج الدين لـ "الخليج 365" إنه بالمنطق البسيط يبدو مثل هذا طرحًا تعجيزيًا بالقياس إلى النهج المتعارف عليه بفض النزاعات والصراع.

ويذهب إلى أن مسألة التموضع على الأرض هي مكتسبات عسكرية يصعب التنازل المجاني عنها.. لذا فالأمر يحتاج توازنًا كبيرًا يفضي بداية للتهدئة بوقف إطلاق النار، ومن ثم الانتقال إلى المحادثات السياسية والبحث في أصل الأزمة وجذورها وصولًا إلى الحل الناجع.

سيطرة الإسلاميين

وقال سراج الدين إن القوات المسلحة السودانية، ترى أن الوضع الميداني على الأرض لا يحقق تطلعاتها ورغباتها، وتريد أن تحققه بالتفاوض من خلال وضع شروط من الصعب أن تنتهي إلى تفاهمات، في ظل هيمنة التيار السياسي للإسلاميين داخل الجيش على القرار.

وأضاف أن فلول النظام السابق يسارعون مع اقتراب أي مفاوضات من تحقيق اختراق فعلي، إلى خلط الأوراق وتسويق خطاب الكراهية وشعارات مواصلة العمل العسكري.

 مخاوف حقيقية

وتبعًا لسيطرة عناصر النظام السابق على قرارات الجيش السوداني، يقول قيادي رفيع بقوات الدعم السريع لـ "الخليج 365"، إن السبب الأساس في كل جولات التفاوض التي جرت بين وفدي الجيش والدعم السريع في كل المنابر انتهت برفض الجيش ولسبب معلوم وهو شرط الدعم السريع بمضي المباحثات دون أن يكون هنالك أي مستقبل خلال المرحلة الانتقالية لعناصر نظام البشير.

 وأضاف: "ينتهي التفاوض دائمًا حينما نذكر – عدا المؤتمر الوطني"، مشيرًا إلى أن الشعب السوداني لن يقبل بعودة النظام السابق إلى السلطة.

ويؤكد أنه في حال استمرار سيطرة عناصر نظام الرئيس السابق عمر البشير على قرار المؤسسة العسكرية، لا يتوقع الوصول إلى اتفاق أو سلام حقيقي ينهي الأزمة السودانية.

ترقب حذر

وبرغم اشتداد المعارك بين قوات الجيش والدعم السريع في عدد من المناطق السودانية، من المرتقب استئناف محادثات السلام بين الطرفين عقب نهاية شهر رمضان (18 أبريل الحالي).

وكانت المفاوضات بين طرفي الحرب في السودان قد توقفت، في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، بعد أن انسحب الجيش السوداني من منبر جدة.

وتكمل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الأول، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين، ومقتل نحو 13 ألف شخص، وتشريد 8 ملايين، موزعين بين النزوح الداخلي، واللجوء إلى دول الجوار، وسط أزمة إنسانية طاحنة.