دراسة: تعلم لغات جديدة يؤثر سلبا على "ذاكرة اللغة"

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 2 أبريل 2024 03:06 مساءً - كشفت دراسة حديثة أجريت في هولندا عن جانب جديد من تعلم اللغة، وهو أن اكتساب مفردات جديدة في لغة أجنبية يمكن أن يعيق تذكر الكلمات من اللغات الأجنبية الأخرى التي تم تعلمها سابقًا. وتطرقت الدراسة، التي نشرها موقع psypost، إلى ظاهرة التثبيط الرجعي، وسلطت الضوء على تأثيرها على ذاكرة اللغة.

Advertisements

وركزت الدراسة بقيادة مؤلفة الدراسة آن ميكان وفريقها، على المتحدثين الهولنديين الأصليين الذين تعلموا الترجمات الإسبانية للكلمات الإنجليزية التي كانوا على دراية بها بالفعل. وأشارت النتائج إلى أن هذه العملية أدت إلى زيادة صعوبة تذكر الكلمات الإنجليزية لاحقًا، ما يدل على وجود تثبيط رجعي في اكتساب اللغة.

يحدث التثبيط بأثر رجعي عندما تعطل المعلومات المكتسبة حديثًا عملية توحيد المعرفة المكتسبة مسبقًا. وينشأ هذا التدخل بسبب قدرة الدماغ المحدودة على معالجة المعلومات وتخزينها، ما يؤدي إلى التنافس بين مجموعات مختلفة من المعرفة على الموارد المعرفية.

وقد تألفت الدراسة من تجربتين شملت متحدثين هولنديين يتقنون اللغة الإنجليزية ولكن ليست لديهم معرفة مسبقة باللغة الإسبانية. في التجربة الأولية، خضع المشاركون لاختبار المفردات للتأكد من إلمامهم ببعض الكلمات الإنجليزية، ثم تعلموا الترجمات الإسبانية لبعض هذه الكلمات، ما أدى إلى تداخل محتمل مع تذكرهم للمفردات الإنجليزية. وكشفت التقييمات اللاحقة أن المشاركين كانوا أسرع في تذكر الكلمات الإنجليزية التي لم يتعلموا ترجمتها باللغة الإسبانية.

وقامت تجربة ثانية بتكرار هذه النتائج برؤى إضافية، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات بناءً على وقت إجراء اختبار مفردات اللغة الإنجليزية بعد تعلم الكلمات الإسبانية، ما يسمح للباحثين بتحليل تأثير توحيد المعرفة بين عشية وضحاها. وأشارت النتائج إلى تأثيرات التداخل التي تؤثر على دقة وسرعة تذكر الكلمات الإنجليزية، حيث أظهر أولئك الذين لديهم يوم إضافي لتعزيز تعلمهم للغة الإسبانية اختلافات واضحة في دقة التذكر وتسارع الاستجابة.

وأشارت مضامين الدراسة إلى أن الأفراد متعددي اللغات قد يواجهون عوائق في الوصول إلى اللغات الأجنبية التي سبق تعلمها، وخاصة خلال المراحل الأولى من اكتساب لغة جديدة. هذه التأثيرات، وفقًا لمؤلفي الدراسة، تظهر فورًا ولا تعتمد فقط على وقت الدمج للكلمات اللغوية المكتسبة حديثًا.

لكن أثناء تسليط الضوء على دور التثبيط الرجعي في تعلم اللغة، من المهم ملاحظة أن الدراسة ركزت على مجموعة محدودة من الكلمات التي تم تعلمها لأول مرة على مقربة زمنية من عملية اكتساب اللغة. بالتالي، قد تختلف التأثيرات طويلة المدى لتعلم لغات جديدة وتستدعي المزيد من التحقيق.