محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 09:11 مساءً - وجدت الطفلة الفلسطينية حلا نصار، البالغة من العمر 11 عامًا، نفسها "أمًا" لشقيقها الأصغر، بعد أن نجيا من غارة إسرائيلية على قطاع غزة، أدت إلى مقتل جميع أفراد أسرتهما.
وقالت الطفلة حلا، لـ"الخليج 365"، "لقد كنّا عائلة مثالية، نعيش في بيتنا أنا ووالدي ووالدتي وأشقائي الأربعة، وننعم بالأمن والاستقرار والهدوء، إلى أن جاءت الحرب وقلبت حياتنا رأسًا على عقب".
الطفلة حلا نصار رفقة شقيقها كنان داخل خيمة بعد قصف منزلهمالخليج 365
وبيّنت أنه "منذُ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة لم ننعم بيوم واحد من الهدوء، حيث كان القصف من كل جانب، وكل ليلة نحاول تجنبه بالابتعاد عن النوافذ حسب تعليمات أبي رحمه الله، والجلوس في الطوابق السفلية أثناء القصف المدفعي".
وأضافت الطفلة حلا: "أمي كانت ترعانا جميعًا وتقوم بتلبية رغباتنا وطهو الطعام لنا وتعليمنا، كما أنها كانت تقوم بدعوتنا للصلاة وتعليمنا قراءة القرآن وتعويدنا على صيام شهر رمضان في سن مبكرة حتى ونحن أطفال".
الطفلة حلا نصار رفقة شقيقها كنان داخل خيمة بعد قصف منزلهمالخليج 365
وأوضحت أنها "كانت ليلة صعبة والقصف فيها عنيف، فبعد أن أفطرنا وانتهينا وجلسنا في الظلام نجهز أنفسنا للنوم، وإذ بضغط هائل كاد أن يفجّر أذنَيْ، وأكوام الحجارة تضرب كل أنحاء جسدي، وعمّ الظلام أرجاء المكان وبدأت أفقد توازني، ولم أعد أعرف ما حدث حتى وجدت نفسي بين جموع من المواطنين يحاولون إخراجي من بين أكوام الركام لنقلي إلى المشفى".
ومضت الطفلة حلا قائلة: "كنت أبكي وأسأل عن عائلتي لأنني لم أرٓ أحدًا منهم عندما أخرجوني ونقلوني إلى سيارة الإسعاف، بعد نقلي إلى سيارة الإسعاف بدقائق سمعت أصواتًا عالية تقول "في طفل عايش، في طفل عايش"، وإذ بهم يقومون بفتح باب الإسعاف وإحضار شقيقي كنان، الذي لم يبلغ سنة ونصف السنة بعد، إلى جانبي وانطلقوا إلى المشفى".
كانت تسأل الدكتور أين هم باقي أفراد عائلتي، وكان يرد في كل مرة أنهم جميعًا بخير
الطفلة حلا نصار
وأشارت إلى أنها "كانت تسأل الدكتور أين هم باقي أفراد عائلتي، وكان يرد في كل مرة أنهم جميعًا بخير، إلى حين أن عرفت أنهم جميعًا استشهدوا بعد استهداف منزلنا بصاروخ مباشر، وأنني وشقيقي كنان الناجيين الوحيدين من هذه المجزرة".
الطفلة حلا نصار رفقة شقيقها كنان داخل خيمة بعد قصف منزلهمالخليج 365
ولفتت: "تركوني وحيدة أعيش داخل خيمة أرعى شقيقي الطفل، وأنا لا أستطيع أن أقدم له الخدمات اللازمة، ولا القيام بدور الأم في ظل هذه الظروف القاسية، إلى جانب أنني لا أستطيع توفير احتياجاته التي تتطلب المال لشرائها، من حفاظات أطفال وحليب ودواء وملابس".
ونوهت الطفلة حلا إلى أن "الحياة من دون أم صعبة جدًا وتكاد تكون مستحيلة، لا أعتقد أن أحدًا كان قادرًا على ممارسة عدة مهام في وقت واحد، أفتقدها بشدة وأبكيها هي ووالدي وأشقائي طوال الوقت، وأحدّث نفسي دائمًا لماذا لم نستشهد أنا وشقيقي كنان معهم في تلك الليلة".
وختمت حديثها بالقول: "أتمنى أن تتوقف الحرب فورًا وأغادر الخيمة بأقصى سرعة، وأن أكبر سريعًا حتى أستطيع رعاية شقيقي الذي أصبحت أشعر أنني أمه وأنه طفلي".