محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 04:14 مساءً - نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة، قولها إن إيران أبلغت روسيا باحتمال وقوع "عملية إرهابية" كبيرة على أراضيها، قبل مذبحة قاعة الحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو الشهر الماضي.
وأطلق مسلحون النار من أسلحة آلية على رواد حفل موسيقي في 22 مارس/ آذار داخل قاعة مدينة كروكوس، ما أسفر عن مقتل 144 شخصا على الأقل، في أكثر هجوم إزهاقًا للأرواح على الأراضي الروسية، منذ 20 عاما، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مسؤوليته عنه.
وحذرت الولايات المتحدة روسيا أيضًا من هجوم محتمل من جانب إسلاميين متشددين، لكن موسكو، التي لا تثق بشدة في نوايا واشنطن، قللت من أهمية تلك المعلومات.
ومن الصعب، رغم ذلك، أن تتجاهل روسيا معلومات مخابرات واردة من حليفتها إيران بشأن الهجوم، الأمر الذي أثار تساؤلات حول كفاءة أجهزة الأمن الروسية.
وعززت موسكو وطهران، الخاضعتان لعقوبات غربية، التعاون العسكري وغيره من أشكال التعاون، منذ غزو روسيا لأوكرانيا قبل عامين.
وقال أحد المصادر: "قبل أيام من الهجوم في روسيا، قدمت طهران معلومات لموسكو حول هجوم إرهابي كبير محتمل داخل روسيا، تم الحصول عليها أثناء استجواب معتقلين على خلفية تفجيرات مميتة في إيران".
واعتقلت إيران في يناير/ كانون الثاني، 35 شخصًا على صلة بتفجيرين وقعا في الثالث من الشهر ذاته، في مدينة كرمان بجنوب شرق البلاد.
وتسببا بمقتل نحو 100 شخص، ومن بين المعتقلين قائد فرع لتنظيم داعش- ولاية خراسان في أفغانستان.
وأعلن التنظيم، مسؤوليته عن تفجيرات إيران، وهي الأكثر دموية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وقالت مصادر مخابرات أمريكية إن تنظيم داعش- ولاية خراسان، نفذ هجمات الثالث من يناير/ كانون الثاني، في إيران، وعمليات إطلاق النار في 22 مارس/ آذار في موسكو.
واحتل التنظيم في السابق مساحات كبيرة من العراق وسوريا، وفرض حكمًا قائمًا على الإرهاب وشجع على شن هجمات الذئاب المنفردة في الدول الغربية، ولكن تم إعلان هزيمته في عام 2017.
ومع ذلك، فقد رفع فرع ولاية خراسان، أحد أكثر فروع التنظيم إثارة للخوف، من شأن التنظيم مرة أخرى من خلال إراقة الدماء على نطاق واسع.
وظهر فرع التنظيم ولاية خراسان في شرق أفغانستان، في أواخر عام 2014.
وسرعان ما اكتسب شهرة بسبب الأعمال الوحشية. وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى منطقة قديمة تشمل أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
"عملية كبيرة"
قال مصدر ثان، طلب أيضا عدم نشر هويته نظرا لحساسية الموضوع، إن المعلومات التي قدمتها طهران لموسكو عن هجوم وشيك كانت تفتقر إلى تفاصيل محددة فيما يتعلق بالتوقيت والهدف الدقيق.
وأضاف هذا المصدر "تلقوا (أعضاء داعش - ولاية خراسان) تعليمات بالاستعداد لعملية كبيرة في روسيا.. قال واحد من الإرهابيين (جرى اعتقاله في إيران) إن بعض أعضاء الجماعة سافروا بالفعل إلى روسيا".
وقال مصدر ثالث، وهو مسؤول أمني كبير: "بما أن إيران كانت ضحية لهجمات إرهابية لسنوات، فقد أوفت السلطات الإيرانية بالتزامها بتنبيه موسكو، بناء على المعلومات التي تم الحصول عليها من الإرهابيين المعتقلين".
وردا على سؤال عن تقرير "رويترز"، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "لا أعرف شيئًا عن هذا".
ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على طلب للتعليق على هذه القصة. ولم يكن لدى البيت الأبيض أي تعليق على الأمر.
وقال مصدر مطلع على معلومات المخابرات الأمريكية، بشأن الهجوم الوشيك في روسيا، إن المعلومات استندت إلى اعتراض "محادثات" بين مقاتلي تنظيم داعش- ولاية خراسان.
وفي تحدٍ للتأكيدات الأمريكية، قالت روسيا إنها تعتقد أن أوكرانيا مرتبطة بالهجوم، بدون تقديم أدلة. ونفت كييف بشدة هذا التأكيد.
عناصر من طاجيكستان
شمل الهجومان في كرمان وقرب موسكو مشاركة عناصر من طاجيكستان. ويقول خبراء أمنيون إن تنظيم داعش - ولاية خراسان قام بتجنيد مكثف لأفراد من الجمهورية السوفيتية السابقة الفقيرة.
وقالت مصادر إن إيران ناقشت مخاوفها الأمنية مع طاجيكستان. وأكد مصدر دبلوماسي في طاجيكستان أن طهران ناقشت أخيرًا مع دوشنبه مسألة زيادة تورط العرق الطاجيكي في الأنشطة المسلحة.