محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 11:18 صباحاً - استطاع مسلسل " الحشاشين" الذي يتناول تاريخ طائقة مثيرة للجدل ومختلف حولها في القرن الحادي عشر الميلادي أن يتحول إلى العمل الأكثر تأثيرا في الموسم الدرامي من حيث ردود الأفعال والانقسام في الرأي ما بين مؤيد ومعارض، فهل يمكن أن يغري هذا النجاح صناع الدراما بإعادة النظر في موقفهم الرافض أو على الأقل المتحفظ تجاه الدراما التاريخية؟
اللافت أن هناك لاعبا قويا دخل على الخط في هذا السياق هو النجم ياسر جلال، الذي لعب بطولة مسلسل تاريخي آخر في النصف الثاني من رمضان هو " جودر" ونال العمل إشادة لافتة على مستوى الأداء التمثيلي لشخصيتي شهريار وشهرزاد، فضلا عن الديكورات القوية والإيقاع السينمائي و اللغة البصرية عموما، فهل يكون المسلسل عنصرا إضافيا يصب في صالح عودة الدراما التاريخية؟
الحجج التقليدية التي تجعل كثيرين يحجمون عن تقديم هذه النوعية يمكن إيجازها في نقطتين، الميزانية الضخمة التي تتطلبها الدراما التاريخية فضلا عن عدم جاذبيتها للمشاهد العصري، فكيف يرى الخبراء والمختصون الأمر؟
أخبار ذات صلة
كريم عبد العزيز يدافع عن استخدام العامية في "الحشاشين"
الباحث محمد عمارة يشير في كتابه " الدراما التاريخية وتحديات الواقع المعاصر" ” إلى أنه إذا كانت الدراما المعتادة هي التمثيل والتشخيص والتجسيد للوقائع والأشخاص، فإن نظيرتها التاريخية " أخطر وأهم" من ناحية استدعاء الوعي بدروس التاريخ والقوانين التي حكمت معاركه وصراعاته و توظيف العبر والعظات من الماضي.
وتذهب الناقدة الدكتورة هويدا صالح، أستاذة فلسفة الفن، في بحث بعنوان "استلهام التاريخ في الدراما التلفزيونية" إلى أن الأعمال التاريخية تتراوح بين تلك التي تتناول أحداثًا كاملة من الماضي وأخرى تشتغل على وقائع لا يزال يتردد صداها حتى اليوم، وثالثة تتناول السير الذاتية لعدد من الشخصيات من أصحاب الأدوار الفاعلة في توجيه الأحداث في الماضي.
ويرى الناقد الفني طارق الشناوي أن "الحشاشين" امتلك بالفعل عناصر جيدة على المستويين: اللغة البصرية وحنكة تنفيذ المعارك، على عكس مسلسل تاريخي شاهدناه العام الماضي وجاءت معاركه هزيلة هو " سره الباتع" للمخرج خالد يوسف، مشيرا في تصريح خاص إلى " الخليج 365 " إلى أن الأمر في جوهر إنتاجي مادي وبالتالي فإن نجاح الجدوى الإقتصادية لهذا المسلسل من شأنه بالفعل أن تجعل المنتجين يحجمون عن حذرهم التقليدي ويرون أن الأمر بات يستحق المجازفة.
ويشدد "الشناوي" على أن الدراما تاريخية صعبة للغاية بشكل عام و تكمن صعوبتها في أنها تحتاج إلى الدقة الشديدة في جميع مراحلها وتفاصيلها؛ لأن سقوط أي تفصيلة من شأنه أن يسىء للعمل ككل.
ياسر جلالمن مسلسل "جودر"
ويؤكد الناقد الفني محمد عبد الخالق، أن التاريخ بمراحله المختلفة خاصة الفرعونية والإسلامية يشكل مادة خصبة للدراما سواء سينما أو تلفزيون، معتبرا أن "الحشاشين" يعد بداية عهد جديد للدراما التاريخية العربية، بعدما ظهر، على حد تعبيره، بمستوى عالمي في عناصره الفنية من حيث التصوير والإضاءة والمونتاج والجرافيك.
ويلفت "عبد الخالق " في حديثه لـ"الخليج 365" إلى أن نجاح الدراما التاريخية يتطلب جهة كبرى توفر إمكانيات مادية ضخمة وتذلل أية معوقات، وعلى مستوى المادة الدرامية يحتاج إلى كاتب يمتلك إلى جانب موهبته الفنية خلفية ثقافية واسعة ويستعين في كتابته بفريق يساعده في البحث والتحقق وجمع المواد الأرشيفية، فضلا عن خبراء الملابس والأزياء والديكور.