مفاوضات التهدئة.. إسرائيل "تراوغ" وحماس تتمسك بمطالبها

محمد الرخا - دبي - الأحد 31 مارس 2024 11:27 مساءً - تواصل إسرائيل اتباع سياسة المراوغة مع حركة حماس والوسطاء الدوليين والإقليميين فيما يتعلق بمفاوضات التهدئة في قطاع غزة، فيما تؤكد حماس تمسكها بمطالبها، وترفض التنازل عن أي منها.

Advertisements

وخلال الأشهر الماضية، عقدت مفاوضات عدة عبر الوسطاء الدوليين والإقليميين، لكن دون أي نتيجة، فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها، في حين تؤكد حماس أن "مواقف متباعدة تحول دون إحراز اختراق بتلك المفاوضات".

عقبات رئيسة

وتطالب الحركة الفلسطينية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة النازحين لمنازلهم بغزة وشمالها، إضافة إلى تكثيف دخول المساعدات الإنسانية لكافة المناطق، والتوافق على صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين مع إسرائيل.

وأكد القادة الإسرائيليون في أكثر من مرة، عدم قبول شروط حماس، معتبرين أن الموافقة عليها تعتبر تنازلاً غير مسبوق وخسارة كبيرة بالنسبة لتل أبيب، فيما يسمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوفد التفاوض بالمضي قدماً بالمفاوضات غير المباشرة مع حماس لكن بدون صلاحيات موسعة.

وتمثل محدودية الصلاحيات للوفد الإسرائيلي المفاوض العقبة الأساسية أمامه للتوصل لاتفاق تهدئة مع حماس برعاية الوسطاء، فيما تواجه الحركة صعوبات في التواصل مع قيادتها بغزة، وهو ما يطيل أمد المباحثات.

أخبار ذات صلة

مؤشرات على فشل مباحثات التهدئة في غزة

كما وتراوغ إسرائيل بإرسال وفدها للمفاوضات وسحبه تحت أي ذريعة، لكسب المزيد من الوقت، للاستعداد للعمليات العسكرية الجديدة بغزة، والتي من المرجح أن تكون عقب انتهاء مهلة وقف إطلاق النار التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي.

ولا يبدو أن إسرائيل جادة في التوصل لاتفاق تهدئة مع حماس قبل تنفيذ عملية عسكرية واسعة بمدينة رفح، على الرغم من المرونة التي أبدتها الحركة في الآونة الأخيرة، واستعدادها للدخول في تهدئة على مراحل متعددة.

وفي إطار سعيها لإحراج حماس، أبدت إسرائيل موافقتها على إطلاق سراح سجناء فلسطينيين أفرج عنهم بصفقة شاليط، مقابل إفراج حماس عن جثتي أسيرين إسرائيليين تحتجزهما منذ 2014، وفق ما أوردت هيئة البث الرسمية "كان".

وأوضحت الهيئة، أن "حماس لم تسلم ردها بعد، وأنه من المتوقع أن يتم التعامل مع الاقتراح خلال المفاوضات بالقاهرة"، فيما نقلت "فرانس برس"، عن مسؤول كبير في حماس قوله، إن "الحركة لم تتخذ بعد قراراً بشأن ما إذا كانت سترسل وفداً إلى مفاوضات جديدة بالدوحة أو القاهرة".

إطالة أمد الحرب

ويرى المحلل السياسي، محمد مصلح، أن "إسرائيل غير معنية بالتوصل لاتفاق تهدئة مع حماس، خاصة وأن هدفها الرئيس إطالة أمد الحرب في غزة"، مشدداً على أن حكومة نتنياهو تريد تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية أكبر.

نتنياهو والمسؤولون الأمنيون والعسكريون بحكومته يدركون خطورة توقف الحرب في الوقت الحالي

محمد مصلح

وأوضح في حديثه لـ"الخليج 365"، أن "نتنياهو والمسؤولين الأمنيين والعسكريين بحكومته يدركون خطورة توقف الحرب في الوقت الحالي، خاصة وأنهم سيكونون عرضة للمحاسبة بشأن أحداث الـ7 من أكتوبر".

وأشار مصلح إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي معني بعدم منح صلاحيات واسعة لوفد المفاوضات، ما يعيق التوصل لاتفاق، ويجبر حماس على الانسحاب من تلك المفاوضات، ما يدفعه لتحميلها المسؤولية عن استمرار الحرب".

أخبار ذات صلة

اقتحام "الشفاء".. هل يتعمد نتنياهو تخريب مفاوضات التهدئة؟

وبين أن "حماس تدرك مخطط نتنياهو ولكنها غير قادرة على الانسحاب من المفاوضات، فهي تتعرض للضغط الإقليمي والدولي، كما أنها بانسحابها ستتحمل تكلفة استمرار الحرب، كما أن قادتها بالخارج سيدفعون ثمن ذلك".

ورجح أن يكون "التوصل لاتفاق للتهدئة بين حماس وإسرائيل لا يزال بعيد المنال، ونتنياهو يريد كسب مزيد من الوقت في محاولة للوصول إلى القيادة السياسية والعسكرية لحماس بالداخل، ما يمكنه من الترويج لانتصاراته السياسية والعسكرية".

رغبة إسرائيلية

ويرى المحلل السياسي، علي السرطاوي، أن "المراوغة الإسرائيلية تأتي على إثر الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش الإسرائيلي في غزة على حساب الجناح المسلح لحركة حماس"، مبيناً أن ذلك يعكس رغبة إسرائيلية في إطالة أمد الحرب.

وأوضح في حديثه لـ"الخليج 365"، أن "نتنياهو يراوغ حماس والوسطاء ويعيق التوصل لاتفاق تهدئة بغزة، سعياً منه لإرضاء حلفائه في اليمين المتطرف"، مشدداً على أنه يريد الحفاظ على استقرار حكومته وضمان عدم انهيارها.

نتنياهو يدرك أيضاً صعوبة التوصل لاتفاق تهدئة لأنه سيؤدي إلى رفع أسهم خصمه السياسي وشريكه في حكومة الحرب بيني غانتس

علي السرطاوي

وأشار السرطاوي إلى أن "نتنياهو يدرك أيضاً صعوبة التوصل لاتفاق تهدئة لأنه سيؤدي إلى رفع أسهم خصمه السياسي وشريكه في حكومة الحرب بيني غانتس"، مؤكداً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يدرك خطورة ذلك على مستقبله السياسي.

وأضاف أن "إسرائيل غير معنية بالتوصل لاتفاق مع حماس وفق الشروط التي تضعها الحركة، وكل ما تريده اتفاق لتبادل الأسرى في إطار رؤيتها"، مبيناً أن الفجوات كبيرة بين الحركتين وهو ما يدفع تل أبيب لمراوغة حماس والوسطاء.

أخبار ذات صلة

"إسرائيل هيوم": نتنياهو "يهمش" غانتس ويستبعده من مفاوضات التهدئة

وبين السرطاوي أن "التوصل لتهدئة بين حماس وإسرائيل مرهون بالضغوط الدولية التي قد تمارس على الطرفين، خاصة الضغط الأمريكي على حكومة نتنياهو"، لافتاً إلى أنه لا يوجد ضغوط أمريكية حقيقية على إسرائيل بهذا الشأن.