محمد الرخا - دبي - الأحد 31 مارس 2024 11:18 صباحاً - كشف علماء الأعصاب اللغز الكامن وراء بقاء بعض الذكريات في ذاكرتنا بينما تتلاشى أخرى في غياهب النسيان، مسلطين الضوء على الآليات المعقدة التي تحكم تكوين الذاكرة في الدماغ البشري، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وبقيادة الدكتور جيورجي بوزساكي، أستاذ علم الأعصاب في جامعة نيويورك، شرع فريق من الباحثين في السعي لكشف أسرار تعزيز الذاكرة. ومن خلال التعمق في الحصين، وهي منطقة مهمة لانتقال الذكريات قصيرة المدى إلى تخزين طويل المدى، أجرى العلماء تجارب باستخدام مجسات سيليكون مزدوجة الجوانب في فئران المختبر.
وخلال هذه التجارب، لاحظ الباحثون ظهور"تموجات حادة" في الخلايا العصبية الحصينية بعد الأحداث المهمة. ويبدو أن هذه التموجات، التي تتميز بالنشاط الكهربائي المتزامن بين الشبكات العصبية، تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ الذكريات. وشبه الدكتور بوزساكي هذه الانفجارات العصبية بعملية صنع القرار اللاواعي داخل الدماغ، مؤكدا على أهميتها في الاحتفاظ بالذاكرة.
وكشفت المزيد من التحليلات أن الذكريات المصحوبة بتموجات حادة وقوية أثناء اليقظة من المرجح أن يتم تعزيزها أثناء النوم اللاحق. فأثناء نوم الفئران، أعيد تنشيط "خلايا المكان" في الحصين، ويبدو أنها تعيد تشغيل الأحداث المسجلة وترسيخها في الذاكرة.
تعزيز وظيفة الذاكرة
وتمتد الآثار المترتبة على هذه النتائج إلى ما هو أبعد من مجال علم الأعصاب الأساسي؛ اذ يتصور الباحثون تطبيقات علاجية محتملة تهدف إلى تعزيز وظيفة الذاكرة أو تخفيف الظروف مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). ومن خلال فهم الآليات الأساسية لتكوين الذاكرة، يأمل الباحثون في تطوير تدخلات مستهدفة لمساعدة الأفراد الذين يعانون من التحديات المتعلقة بالذاكرة.