محمد الرخا - دبي - الأحد 31 مارس 2024 11:18 صباحاً - منذ بدء التحضير للانتخابات المحلية التركية، كانت الأنظار تتركز على إسطنبول، المدينة العريقة التي تعد أكبر المدن في تركيا، وتحتل أهمية في الانتخابات تفوق أهمية العاصمة أنقرة، حتى أن المعركة الانتخبابية فيها سُمّيت بـ "أم المعارك".
فلماذا اسطنبول، وليست أنقرة؟
تعد المدينة عاصمة تركيا الاقتصادية، وتمتلك إسطنبول أهمية كبيرة على مختلف المستويات الاقتصادية والسياحية والثقافية، وتتمتع بموقع إستراتيجي متميز، وهي موزعة بين قارتي أوروبا وآسيا؛ إذ يفصل بينهما مضيق البوسفور.
وإضافة إلى تلك المقومات، هناك اعتبارات عدة تجعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يركز كل جهده على المدينة، فهي مسقط رأسه والمدينة التي شهدت بدايات نشاطه السياسي، في سبعينيات القرن الماضي، إذ كان رئيساً لفرع الشباب في حزب إسلامي في منطقة بيوغلو، التي تضم الحي الذي نشأ فيه في طفولته في قاسم باشا، وهي منطقة الطبقة العاملة.
وانطلاقاً من نشاطه في حزب إسلامي، بدأ اسمه يلمع ليصبح عمدة إسطنبول، ولاحقاً رئيساً للوزراء، ثم رئيساً لبلاده.
إلا أن مسيرته شهدت انتكاسات كانت أبرزها الهزيمة التي مني فيها، مع حزبه، في إسطنبول، عام 2019.
في المقابل، يسعى حزب الشعب الجمهوري، الخصم القوي لأردوغان وحزبه، وأبرز الأحزاب المعارضة، إلى الاحتفاظ بإسطنبول التي تمكن من استعادتها من "العدالة والتنمية" قبل نحو 4 سنوات.
تاريخياً
عرفت إسطنبول باسم بيزنطة، ثم غيّر اسمها الرومان إلى القسطنطينية، واُتخذت المدينة عاصمة لثلاث إمبراطوريات: الرومانية والبيزنطية والعثمانية. وحين دخلها السلطان العثماني محمد الفاتح في 1453، جعلها عاصمة للدولة العثمانية، وحاول الترويج لاسم "إسلامبول" عليها، لكن هذا الاسم لم يعتمد رسمياً، وأطلق عليها العثمانيون أسم الأستانة و"بايتاهت" (أي العاصمة) لكنَّ أيا منها لم يعتمد رسمياً.
عام 1923 اتخذ البرلمان التركي قراراً بأن تكون أنقرة عاصمة الجمهورية التركية، بدلاً من إسطنبول.
وتعود أسباب نقل العاصمة من إسطنبول إلى أنقرة إلى محاولة مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك إنهاء علاقة الأتراك بماضيهم العثماني.