"وول ستريت جورنال": طقوس رمضان في غزة تُغيبها الحرب والمجاعة

محمد الرخا - دبي - الأحد 31 مارس 2024 02:18 صباحاً - يحتفل الفلسطينيون في قطاع غزة بشهر رمضان هذا العام في ظل واقع جديد قاتم، يخلو من كل مظاهر الاحتفال بما في ذلك أداء شعائر الصلاة الجماعية، وسط صراع يومي من أجل البقاء على قيد الحياة، وظروف شبيهة بالمجاعة.

Advertisements

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن شهر رمضان الذي بدأ في 11 مارس/آذار الجاري، مخصص للتأمل والعبادة من قبل المسلمين الملتزمين القادرين على الصيام والعطاء، ومن المفترض أن يكون وقتًا احتفاليًا أيضًا، مع تجمعات كبيرة بين العائلة والأصدقاء.. في غزة، كما هو الحال في أي مكان آخر.

ويجلب رمضان عادة جدولًا متغيرًا للمسلمين، حيث يتناولون وجبة قبل شروق الشمس، السحور، يليها صيام أثناء النهار، ثم يتم كسرها بوجبة تسمى الإفطار عند غروب الشمس.

وغالبًا ما يتبع الإفطار صلاة ليلية في المسجد، تسمى "التراويح"، وأحاديث مفعمة بالحيوية في وقت متأخر من الليل أثناء تناول الشاي والحلويات.

أخبار ذات صلة

قصف مساجد غزة يعطل تأدية الشعائر الدينية في رمضان (صور)

لكن رمضان هذا العام مُختلف؛ حيث دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة العديد من المساجد، والأيتام يتجولون في الشوارع، كما يتجنب الناس التجمعات الكبيرة خشية أن تجذب انتباه الجيش الإسرائيلي، مثلما تغيب الزخارف التي كانت تتلألأ على المباني الخرسانية في غزة، وفق تعبير الصحيفة.

وقالت إنه تم استبدال الآذان الإسلامي للصلاة إلى حد كبير بضجيج الحرب، وبدلًا من قضاء وقت اجتماعي وعائلي في وقت متأخر من الليل، غالبًا ما يتجمع الأقارب معًا للاختباء من القصف.

واستشهدت الصحيفة بقصة حسناء جبريل، من مدينة رفح، التي تقوم بغلي الماء غير النظيف لصنع حساء من الصبار والأعشاب، التي تبحث عنها، لإعداد وجبة الإفطار التي تنهي صيامها اليومي عن الطعام والشراب خلال شهر رمضان.

وأوضحت أن زوج حسناء لا يتناول وجبات رمضان، ليس لأنه غير جائع؛ بل لأنه يعتقد أنه يدخر لعائلته المزيد من الطعام، بينما يخفي إرهاقه ودموعه على حالهم.

وفي ذات السياق، يقول بعض السكان إن المظهر الوحيد الذي شاهدوه لبعض الأطعمة المرتبطة بشهر رمضان، مثل معجون المشمش المجفف والحلاوة بالطحينة، كان عندما حصلوا على القليل منها في بعض صناديق الإنزال الجوي فقط.

فلسطينيون يتجهون صوب مساعدات أسقطت جوًا على غزةمتداولة

وأشار التقرير إلى أن أكثر من مليون شخص يعانون من المجاعة في قطاع غزة، وفق تقديرات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي مبادرة تجمع خبراء من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة ومجموعات البحث.

ورغم خطوات البيت الأبيض للضغط على الحكومة الإسرائيلية لزيادة تدفق المساعدات، بما في ذلك عن طريق إسقاطها جوًا وتسهيل ممر بحري مؤقت، إلا أن تدفق المساعدات يكاد لا يصل إلى الحد الأدنى من احتياجات أهل القطاع، ما يجعل الوضع الإنساني سيئًا، وأقرب إلى المجاعة، لاسيما في شمال غزة، وفق الصحيفة.