محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 10:10 مساءً - كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن "انفجار" في حالات تغيب الطلبة عن المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية رغم خروجها من الأسباب الموجبة، التي رافقت جائحة "كوفيد-19"، وتسببت بالانقطاع عن التعليم.
وأشار التقرير إلى أن التعليم في الولايات المتحدة، في السنوات الأربع التي تلت إغلاق المدارس بسبب الوباء، كافح للتعافي على عدد من الجبهات، من فقدان التعلم، إلى الالتحاق بالتعليم، إلى سلوك الطلبة.
وعلى الصعيد الوطني، تم اعتبار ما يقدر بنحو 26% من طلبة المدارس العامة غائبين بشكل مزمن، حيثُ يتم تعريف الغياب المزمن عادةً على أنه فقدان ما لا يقل عن 10% من العام الدراسي، أو حوالي 18 يومًا، لأي سبب من الأسباب.
وشهد العام الدراسي الماضي، ارتفاعًا من 15% قبل الوباء، وفقًا لأحدث البيانات من 40 ولاية وواشنطن العاصمة، والتي جمعها معهد "أمريكان إنتربرايز".
وبحسب تقرير الصحيفة، حدثت الزيادات في المناطق الكبيرة والصغيرة، وبصرف النظر عن الدخل والعرق، وبالنسبة للمناطق الأكثر ثراءً، تضاعفت معدلات التغيب المزمن تقريبًا، إلى 19% في العام الدراسي 2022-23، من 10% قبل الوباء.
في حين تواجه المجتمعات الفقيرة، التي بدأت بمعدلات مرتفعة من تغيب الطلاب، أزمة أكبر، فقد كان حوالي 32% من الطلاب في المناطق الأكثر فقراً غائبين بشكل مزمن في العام الدراسي 2022-2023، ارتفاعًا من 19% قبل الوباء.
وشهدت المناطق التي أعيد فتحها بسرعة خلال الوباء، في خريف عام 2020، زيادات هائلة.
علاقة اختيارية
ولفت التقرير إلى أن الاتجاهات تُشير إلى أن شيئًا أساسيًّا قد تغير في الطفولة الأمريكية وثقافة المدرسة، بطرق قد تكون طويلة الأمد، ما كان ذات يوم عادة متأصلة بعمق، الاستيقاظ، والركوب في الحافلة، والذهاب إلى المدرسة، أصبح الآن شيئًا أكثر ضعفًا بكثير.
وقالت كاتي روزانبالم، عالمة نفس وأستاذة أبحاث مشاركة في مركز سياسات الطفل والأسرة في جامعة ديوك: "أصبحت علاقتنا بالمدرسة اختيارية".
وعلى الرغم من أن المدارس تسعى جاهدة في كل مكان لتحسين معدل الحضور، إلا أن الحسابات الجديدة بين الأسر معقدة ومتعددة الأوجه.
وخلُص التقرير إلى أن واقع التغيب الحالي عن المدارس قد يكون الوضع الطبيعي الجديد بفعل أن التحولات الثقافية التي صاحبت الوباء أصبحت دائمة، وسيظل إحداث تغيير ملموس لأعداد كبيرة من الطلاب عملاً بطيئًا وصعبًا.