محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 07:23 مساءً - تدور الحرب الروسية الأوكرانية على الأرض في ساحة المعركة وجزء آخر يعتمد على التكنولوجيا والبيانات والمعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي للحرب.
صحيفة "التايمز" البريطانية، قالت في تقرير نشرته، إن شركة "بالانتير" (Palantir) للتكنولوجيا تعد أولى الجهات التي قدمت الدعم لأوكرانيا في حربها، كأفضل شركة تكنولوجيا عسكرية في العالم، حيث ترددت شائعات عن استخدام التكنولوجيا الخاصة بها لتحديد مكان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
واستخدمت أوكرانيا التكنولوجيا الخاصة بالشركة جنباً إلى جنب مع "ستارلينك" الخاصة بإيلون ماسك، والتي أبقت أقماره الصناعية الجنود الأوكرانيين متصلين بالإنترنت، حيث كان لها التأثير الأكبر، وساعدت جيشاً أصغر بكثير على الحفاظ على قوته ضد قوة عالمية؛ مما يثير تساؤلات أوسع حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب.
التفوق على بيروقراطية الجيش الروسي
ومن خلال معالجة كميات هائلة من البيانات، توفر الشركة للقادة الأوكرانيين رؤية كاملة لساحة المعركة، من السفن الحربية التي تبحر في البحر الأسود، إلى الدبابات التي تتحرك عبر دونباس، إلى الطائرات المقاتلة التي تطلق صواريخ كروز من الجو.
وقالت الصحيفة، إن الهدف من استخدام هذه التكنولوجيا هو أن تتخذ كييف قرارات سريعة، مما يسمح لها بالتفوق على بيروقراطية الجيش الروسي التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وعلى الرغم من بعض التوتر الأولي بشأن مشاركة مثل هذه الخوارزميات القوية، يبدو أن شركة "بالانتير" وجدت شريكاً مثاليًّا في أوكرانيا، وهي دولة تشتهر بمشهدها التكنولوجي المزدهر.
في موازاة ذلك يستخدم أكثر من ألف فرد من القوات المسلحة الأوكرانية، المتمركزين في مقرات الألوية في جميع أنحاء البلاد، برنامج الشركة.
كشف ما يخطط له الروس
وتعتبر قصة "بالانتير" أكبر من تزويد المعلومات فقط، بل تستخدم الشركة برنامجاً للذكاء الاصطناعي لتسريع عملية صنع القرار العسكري التقليدي، وفي قلب هذا الأمر يوجد برنامج MetaConstellation، وهو يسمح لأوكرانيا ببناء صورة مفصلة عما ينوي الروس فعله.
وتلتقط مئات الأقمار الصناعية التجارية، التي تدور حول الأرض يوميًّا، صوراً للقوات الروسية، لكن MetaConstellation تلتقط الصور الأكثر فائدة وتفصيلاً، وغالباً ما تستخدم رادار الفتحة الاصطناعية (SAR) للرؤية عبر السحب لالتقاط حشود القوات أو تحركات السفن.
ويتم بعد ذلك إضافة المعلومات المستمدة من هذه الصور إلى طبقات من المعلومات الإضافية، مثل نصائح المخبرين حول تحركات قوات العدو، أو الأدلة التي توفرها المعلومات الاستخبارية التي تم اعتراضها.
إزالة الألغام وبناء الملاجئ
وعملت شركة بالانتير في الأصل لصالح أوكرانيا مجاناً، لكن الغرب بدأ في دعم عملها في العام الماضي، وكانت التكنولوجيا التي تستخدمها في المجهود الحربي مهمة للغاية.
والآن توسعت الشركة لتشمل جميع أنحاء الحكومة الأوكرانية، حيث تعمل في كل شيء بدءاً من إزالة الألغام الزراعية، وحتى بناء ملاجئ للمدارس من القنابل.
شعار شركة بالانتير رويترز
ويعتبر أحد مشاريع الشركة الأكثر إثارة للاهتمام هو مساعدة البلاد على الكشف عن جرائم الحرب والتحقيق فيها.
ونظراً لانتشار الأقمار الصناعية والهواتف الذكية؛ يُعتقد أن الحرب في أوكرانيا هي الصراع الأكثر توثيقاً في التاريخ.
ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي للشركة للتدقيق في مجموعة كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو وشهادات الشهود، سجل المدعي العام الأوكراني تفاصيل مذهلة عن 124000 جريمة محتملة.