العقوبات على نفط فنزويلا تقلق إدارة بايدن قبل الانتخابات

محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 05:18 مساءً - قالت مصادر مطلعة إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تميل إلى تجنب إعادة تطبيق العقوبات على صناعة النفط في فنزويلا، وسط مخاوف من ارتفاع أسعار الغاز في الولايات المتحدة وازدياد أعداد المهاجرين من هذه الدولة.

Advertisements

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن المسؤولين في الولايات المتحدة يخشون إعادة فرض العقوبات التي فُرضت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي أدت إلى تسريع انخفاض إنتاج النفط الفنزويلي، حيث يخشون أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى ارتفاع أسعار الغاز في المضخات الأمريكية، وربما تؤدي إلى زيادة الهجرة من فنزويلا، ولا سيما مع حملة الرئيس بايدن لإعادة انتخابه في وقت لاحق من هذا العام.

مرعاة الأولويات

وأشارت الصحيفة إلى أن القيود المفروضة على شركات النفط الغربية يمكن أن تؤدي إلى تضييق إمدادات الطاقة العالمية، وتمهيد الطريق لزيادة الاستثمارات الصينية في فنزويلا، لافتة إلى أنه بدلا من التركيز فقط على التغيير السياسي في كاراكاس، يدعو كبار المسؤولين، بمن في ذلك مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، وكبير مستشاري الطاقة في البيت الأبيض، عاموس هوشستين، إلى اتباع نهج أوسع يُعطي الأولوية للمصالح الإستراتيجية مثل إمدادات الطاقة.

 وتلتزم إدارة بايدن بمواصلة تخفيف العقوبات إذا التزم مادورو وممثلوه بالالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق الموقع في أكتوبر بشأن خريطة طريق انتخابية، إلا أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها نظام مادورو، بما في ذلك اعتقال المعارضين السياسيين، وحظر مرشحي المعارضة، أدت إلى توتر العلاقات الدبلوماسية.

وأكدت "وول ستريت جورنال" أنه على الرغم من المخاوف بشأن فعالية النهج الحالي، فمن المرجح أن تقوم إدارة بايدن بتمديد السياسة الحالية حتى الانتخابات الفنزويلية في 28 يوليو/تموز، موضحة أن هذا التمديد سيسمح لشركات النفط والتجار بمواصلة التعامل مع شركة النفط الوطنية الفنزويلية، بتروليوس دي فنزويلا، بصفتها شركة أمريكية، وكذلك يتفاوض المسؤولون التنفيذيون في مجال النفط  الأمريكي على صفقات محتملة في كاراكاس.

"الضغط الأقصى"

وبحسب الصحيفة، فإن التدابير العقابية ليست مستبعدة، مثل تقييد دفع ثمن النفط الفنزويلي بالعملة المحلية بدلا من الدولار الأمريكي، موضحة أن الإدارة لا تزال حذرة بشأن العودة إلى إستراتيجية "الضغط الأقصى" التي فشلت في تحقيق هدفها المقصود المتمثل في تغيير النظام.

يشار إلى أن إدارة بايدن احتفظت بخوان جونزاليس، كبير مستشاريها السابق في أمريكا اللاتينية، كوسيط في المحادثات الجارية مع فنزويلا، ومن المقرر عقد اجتماع مباشر في أوائل أبريل/نيسان؛ ما يشير إلى استمرار الجهود الدبلوماسية لمعالجة الأزمة في فنزويلا.

 وفي أمريكا اللاتينية، أثارت تصرفات مادورو انتقادات، حيث أعرب زعماء مثل الرئيس الأرجنتيني، خافيير مايلي، والرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، عن مخاوفهم بشأن استبعاد مرشحي المعارضة من العملية الانتخابية.

 وختمت الصحيفة قائلة إنه على الرغم من الاضطرابات السياسية، وجد المسؤولون التنفيذيون في قطاع الطاقة الأجانب العاملون في فنزويلا الطمأنينة في إحجام الولايات المتحدة عن قطع العلاقات التجارية، حيث  تواصل شركات شيفرون، وإيني، وريبسول، وشركات النفط الأخرى عملياتها بموجب إعفاءات خاصة؛ ما يسهم في إنتاج النفط في فنزويلا على الرغم من المناخ السياسي الصعب.