صلالة.. سويسرا الخليج مُطعّمة بسحر الشرق (فيديو إرم)

محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 11:26 صباحاً - يتضمن وصف مدينة صلالة في سلطنة عمان جبالاً وينابيع وشلالات وغيوماً وبحراً ومحيطاً وطقساً مائلاً للبرودة على مدار العام، ليبدو المكان أشبه بمدينة أوروبية في أقصى شمال القارة العجوز، ومن هنا اكتسبت المدينة العريقة لقبها "سويسرا الخليج".

Advertisements

فالخليج العربي الذي التصقت به صفة الصحراء ودرجات الحرارة العالية، لديه الكثير من المناطق التي تتسم بجو مغاير تماماً لمناخ الصحراء، لكن صلالة تظل على الدوام أشهر تلك المناطق بطبيعتها الرائعة، وذائعة الصيت في الغرب والشرق.

تقع مدينة صلالة على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، وتتبع إدارياً لمحافظة ظفار، كما أنها مركزها الإداري والتجاري، وتبعد عن العاصمة مسقط نحو ألف كيلومتر.

وتعد صلالة الوجهة السياحية الأولى في عمان؛ فهي مقصد مواطني السلطنة وزوارها من السياح الذين بلغت سمعتها وألقابها الكثيرة بلدانهم، فجاؤوا يستكشفون حقيقة وجود طبيعة بتلك المواصفات في الخليج العربي، وعلى مقربة من خط الاستواء.

فمع حلول بدايات فصل الصيف، تصبح مرتفعات صلالة وجهة رئيسية للعمانيين، قبل أن يلتحق بهم السياح الأجانب إلى قمم الجبال المطلة على المحيط الهندي، حيث تتداخل الجبال مع الغيوم، بينما يتراءى المحيط الهندي كلما تفرقت الغيوم في إحدى لوحات الطبيعة الساحرة لصلالة.

وفي جانب آخر من تلك المرتفعات، يتجمع الزوار بالقرب من عدة شلالات تتساقط مياهها القادمة من ينابيع وعيون مياه طبيعية تنتشر في المكان، وبينها شلالات أثوم، وعين كور، بينما تكتسي الأرض بالعشب الأخضر في هكذا خصوبة، وتحيط الأشجار بالزوار من كل مكان.

وتضم المنطقة مجموعة من النباتات الطبيعية والموز ومزارع الفاكهة وأشجار جوز الهند، فيما يعد وادي دوكة مكاناً مفضلاً لعشاق الطبيعة في صلالة، فهو محمية طبيعية لأشجار اللبان التي يطلق عليها الأشجار المدللة والمسجلة في قائمة التراث العالمي، كونها من أهم مواقع إنتاج وتصدير اللبان.

ولا تنتهي الطبيعة الخلابة في صلالة عند هذا الحد، فللمدينة شواطئها أيضاً، وأبرزها شاطئ المغسيل الذي ينفرد بمياهه الزرقاء المائلة للأخضر الفيروزي، ورماله البيضاء التي تظللها أشجار النخيل.

وعندما تحضر المرتفعات، تتواجد الكهوف، وهي كهوف كبيرة تتجاوز وصف مغارة، وتمتاز بطبيعتها الجغرافية وتكويناتها الصخرية النادرة، وبينها كهف "المرنيف" الذي يقع قرب شاطئ المغسيل، وكهف "طيق" المصنف ضمن أكبر الكهوف في سلطنة عمان.

ولا تتوقف جمالية صلالة على طبيعتها الخلابة، فللمدينة تاريخها العريق الذي لا تزال كثير من الشواهد تحكي عنه، كالحصون التاريخية، ومنها حصن مرباط وحصن سدح وحصن طاقة، بجانب قرية "سمهرم" التراثية، وهي عبارة عن ميناء قديم يتجاوز عمره آلاف السنين.

ويتواجد في صلالة عدد من المتاحف أيضاً، مثل متحف قرية "سمهرم" التراثية، الذي يعرض أفلاماً وثائقية عن الحياة في سلطنة عمان، ومتحف أرض اللبان، الذي يعد الأشهر في سلطنة عمان، ويقع في منطقة البليد الأثرية.

وأمام هذا التكامل بين الطبيعة والتاريخ، حرصت سلطنة عمان على توفير العديد من المهرجانات والفعاليات الفنية والترفيهية والرياضات في صلالة، لتكون تجربة الزائر والسائح متكاملة؛ ما أكسب المدينة العمانية شهرتها وألقابها الكثيرة، مثل المدينة الخضراء، وجبال أوروبا العربية، بالإضافة إلى سويسرا الخليج؛ حيث يتاح للراغبين تسلق الجبال وركوب الأمواج واستكشاف الكهوف، ومرافقة قطعان الإبل التي تنتشر في المكان، بينما تعد مهرجانات صلالة، بفعالياتها الثقافية والفنية والرياضية والتراثية والمسابقات وأنشطة التسوق، ذات شهرة عالمية.