مع غياب أي رعاية طبية.. مرضى السرطان العالقون خارج غزة يخشون إعادتهم

محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 12:06 صباحاً - يخشى مرضى السرطان من قطاع غزة، الذين يتواجدون حاليًا في إسرائيل والقدس لتلقي العلاج، من إعادتهم قسراً إلى القطاع المدمر، حيث لا تتوفر رعاية طبية أو أدوية؛ بسبب الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية.

Advertisements

وقالت صحيفة "لوفيغارو" إن "هؤلاء المرضى، ومن بينهم نساء ومسنون وثلاثة أطفال صغار، أكملوا علاجهم لكنهم ما زالوا معرضين للخطر ويحتاجون إلى مراقبة منتظمة".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في مستشفيات، مثل مستشفى أوغوستا فيكتوريا في القدس الشرقية، تلقى مرضى مثل حمزة، وهو صبي يبلغ من العمر أربع سنوات، ومصاب بورم في المخ، رعاية عاجلة"، لافتة إلى "أن علاجه أدى إلى تقليص حجم الورم، لكنه لا يزال في حالة غير مستقرة تتطلب مراقبة طبية مستمرة".

وتخشى والدته قمر أبو زور العودة إلى غزة، حيث تندر الأدوية الأساسية والمعدات الطبية.

بدوره، يعارض مدير مستشفى أوغوستا فيكتوريا، فادي مزيد، بشدة، طرد مرضاه إلى غزة، معتبراً أن إعادتهم إلى منطقة حرب من شأنها أن تعرض تعافيهم للخطر.

كما قدمت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" غير الحكومية الإسرائيلية التماسًا إلى المحكمة العليا، مؤكدة واجب إسرائيل في احترام قواعد القانون الدولي من خلال عدم تعريض حياة المرضى للخطر.

وفي الوقت نفسه، فإن مرضى مثل عبد الرحمن جودة، 78 عامًا، عالقون في مأزق إداري، إذ تنتهي تصاريح إقامتهم في إسرائيل من دون أن يكون لديهم خيار العودة إلى غزة، حيث الظروف المعيشية محفوفة بالمخاطر للغاية بسبب الحرب.

وتعاني الأسر المتبقية في غزة ظروفًا معيشية صعبة وكارثية، وتواجه العنف ونقص الموارد الطبية وخطر المجاعة.

ويقدّر الدكتور مزيد أن نحو 743 من مرضى السرطان المحتجزين في قطاع غزة حُرموا من الرعاية في إسرائيل بسبب ظروف الحرب، لا سيما أن الصراع الحالي يعرقل الجهود المبذولة لتوفير الرعاية الطبية الكافية، ما يؤدي إلى تفاقم معاناة المرضى وأسرهم.

وختمت "لوفيغارو" بالقول إنه "في مواجهة التوترات الجيوسياسية، يرمز مرضى السرطان هؤلاء إلى الأضرار الجانبية للصراع، إذ إن حياتهم معلقة بين الاحتياجات الطبية والواقع السياسي، وأن مصيرهم أصبح على المحك، على أمل التوصل إلى حل يعطي الأولوية للمبادئ الإنسانية على الأجندات الجيوسياسية".