محمد زهير رجب لـ"الخليج 365": "الصديقات" لإزالة الظلم الاجتماعي عن الراقصات

محمد الرخا - دبي - الجمعة 29 مارس 2024 10:14 صباحاً - يسعى المخرج السوري محمد زهير رجب في مسلسل "الصديقات.. القطط" لإزالة الظلم الاجتماعي الذي لحق بشريحة اجتماعية لطالما تناولتها الدراما العربية بشكل سطحي وبأسلوب تجاري ورخيص في بعض الأحيان، من خلال الغوص في حيات خمسة راقصات ضمن فرقة استعراضية، والكشف عن إنسانيتهن وأخلاقهن وقيمهن وشهامتهن.

Advertisements

وفي تصريح خاص لـ"الخليج 365" أوضح رجب أنه بعد التركيز على تلك الفتيات كبنات ليل، فإنه في عمله يحاول من خلال قصة جديد التطرق إلى أن الظروف القاهرة هي من دفعتهن لهذه المهنة، مبيناً مشاكلهن، وتفاصيل حياتهن، قائلاً: نكتشف أن هؤلاء الناس بشر حقيقيون، عندهم أخلاق وهموم ومبادئ، لكن للأسف هناك الكثير من الناس بمجتمعاتنا يدّعون الأخلاق وهم لا يملكون منها شيئاً، على عكس هذه الشريحة التي أرى أن هناك جزء منها لديه مظلومية وعندها من الكرامة والشهامة والأخلاق أكثر من كثيرين يدعون هذه الصفات وتلك القيم.

ويكشف المخرج السوري بعض مآلات تلك الشخصيات النسائية ومنها شخصية نوجا (صفاء سلطان) التي يقول عنها بأنها "معذورة بإذلالها لزوجها (تيسير إدريس)، لأنه نذل وبمرحلة ما تاجر بها، لذلك تنتقم منه وتعمل على إذلاله، ولا تتقبله كزوج، وفي حلقة قادمة ستقول إنها بحاجة حب حقيقي، ورجل حقيقي، بمعنى أنها تهينه لأنه أهانها".

أما شخصية هنادي التي تجسدها "إمارات رزق" فتكشف الحلقات القادمة كما أوضح المخرج رجب بأنها بنت ضيعة هاربة من أخيها الظالم، أستاذ المدرسة ذي العقلية المتحجرة، الذي يضربها ويهينها ويذلها باستمرار، ولاسيما بعد أن أحبَّت أحد شبان القرية حباً عذرياً ونقياً، فهربت منه، واجتمعت مع بنات الفرقة الاستعراضية، وبعد اعتزالها باتت تبحث عن الاستقرار والأمان، وعن تكوين أسرة، لكنها للأسف لا توفق في ذلك.

وعن ماضي شخصية "سلمى" (ديمة الجندي)، يقول رجب: تربت بدار أيتام، ومقابل اللقمة كانت تتعرض للإذلال، وتنام في الشارع، وطيلة حياتها تحلم أن تكون إنسانة مستقلة بحياتها وبشكل تحافظ فيه على كرامتها، لذلك تابت ولجأت إلى رجل كبير في السن، وتزوجته بحثاً عن الأمان لأنها عانت في طفولتها التشرد والذل والهوان والتحرش.

وعلى صعيد موازٍ فإن "ليالي" التي تجسدها نظلي رواس فلها مسار مختلف بحسب مخرج الصديقات، إذ إنها تنتمي إلى أسرة غنية لكنها متشددة، ورأت أن حرية حياتها في إدارة ملهى ليلي خاص بها، ويكشف رجب: لكنها ستدفع الثمن فيما بعد لأنها اختارت الطريق الخطأ، وسيصيب الملهى دمار، وستتزوج مرتين من شخصين سيئين، وستخسر كل شيء، بمعنى أنها في مواجهة القيود العائلية رأت ذاتها هناك حرَّة.

أما آخر الراقصات "عبير" التي تؤديها سوزان نجم الدين، فأوضح المخرج السوري أنها بعد أن ابتعدت عن جو الرقص، لجأت إلى العمل من تحت الطاولة، من خلال السمسرة بين التجار والفاسدين، مع أنها تحاول دائماً الحفاظ على أخلاقها وقيمها، لكن حتى تبقى حياتها بالمستوى القديم تلجأ إلى ذاك العمل، وفي النهاية ستنال جزاءها وتتوب وتعود إلى جادة الصواب وتستقيم، وترضخ للأمر الواقع وتتحول إلى إنسانة مسالمة وإيجابية اجتماعياً.

وعن مصير شخصية "كامل" التي يجسدها الفنان فايز قزق، يقول رجب: بعد عمله في النادي الليلي وعلاقة الحب التي تجمعه بعبير وزواجه منها، ثم سرقته لوالدتها صاحبة النادي، وهربه، يعود ليطالب بابنته ويكوّن أسرة، لكن فيما بعد تنتقم عبير وأمها وابنتها منه، ويذلونه ويهينوه بسبب ظلمه لهم، لكنه يحاول مسايرتهم للحصول على ابنته، لنكتشف في الحلقات القادمة أنه هارب من البلد الذي سافر إليه، وكان يعمل مع عصابة مافيات وهو مطارد وملاحق، وتحاول العصابة خطف ابنته، ثم يقومون بخطفه هو، للحصول على وثائق هم بحاجتها، ويختفي ليعود في الحلقات الأخيرة.

يقول رجب: العمل لا يصور مجموعة راقصات بكباريه يطبِّقون الزبائن، لكنه يقدم مجموعة حكايا تلامس بتفاصيلها شريحة كبيرة من مجتمعاتنا، ومنهم شخصية "فطوم" (رنا شميس) التي تتحول من سائقة هونداية إلى سائقة عند امرأة غنية، وحين تقع بقصة حب مع شاب غني، أهله يفضلون تزويجه من فتاة غنية، فتهان وتذل ولكنها تثأر لكرامتها، وشريحتها الفقيرة، ولمجتمعها المجتمع الأنظف والأنقى والأطهر، مجتمع الفقراء الذين يعيشون بكرامتهم وعرق جبينهم.

ويعتبر المخرج السوري أن من نقاط قوة العمل هو اهتمامه بالشباب الجدد الذين نالوا فرصة جميلة، مثل سالي أحمد بشخصية الخادمة التي تتعرض للاغتصاب ودورها سيتطور بشكل كبير، وسالم (زامل الزامل)، وجودت بيك (شخصية عزيز)، فاتح سلمان، ورامي أحمر، وروعة السعدي التي خرجت من عباءة أدوارها السابقة بشخصية مختلفة وفيها جرأة.

وعن ذلك يقول رجب: ركَّزت من خلال هذا العمل على الوجوه الجديدة، سعياً لصناعة نجوم جدد، يضافون إلى المكرّسين الذين تحولوا إلى تابوهات وعلامات مسجلة، كي نؤسس لهم مسيرة، بدلا من أن نكرر أنفسنا. مؤكداً: "نحن بحاجة للتغيير، وأتوقع أن مسلسل الصديقات ساهم بشكل فعال في ذلك".

أخبار متعلقة :