بايدن يقترح فرض ضرائب على الأثرياء.. هل تؤتي ثمارها؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 28 مارس 2024 08:14 مساءً - تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بفرض مزيد من الضرائب على الأثرياء الأمريكيين، وهي إستراتيجية رأتها "نيويورك تايمز" مفاجئة ومحفوفة بالمخاطر، يريد من خلالها تغيير المشهد السياسي، في محاولة قد تكون ناجعة لإعادة انتخابه.

Advertisements

وقالت الصحيفة إنه وعلى الرغم من انخفاض معدلات الموافقة على الوظائف والتحديات الاقتصادية، إلا أن بايدن يؤيد تحولًا في السياسة يتحدى الحكمة التقليدية، ويستفيد من المشاعر المتزايدة ضد عدم المساواة في الدخل.

وأوضحت أنه لعقود من الزمن، كانت زيادة الضرائب من المحرمات السياسية في الولايات المتحدة، مع تأصّل المشاعر المناهضة للضرائب بعمق في السياسة الأمريكية، لافتة إلى أن موقف بايدن الجريء يعكس تيارًا متغيرًا في الرأي العام، مع زيادة الدعم لزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات.

وكان الارتفاع الهائل في تركيز الثروة، الذي تجسّد في ظهور أصحاب التريليونات المحتملين، سبباً في إثارة غضب شعبوي ودعوات إلى العدالة الاقتصادية.

وأكدت الصحيفة أن اقتراح الرئيس بزيادة الضرائب على الأثرياء لا يُشكّل استجابة لتزايد عدم المساواة فحسب، بل يشكل أيضاً نهجاً عملياً لمعالجة الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية الملحة، ولاسيما مع تأخر الولايات المتحدة في مجالات بالغة الأهمية مثل رعاية الأطفال والرعاية الصحية والتعليم، وأصبح الاستثمار في هذه القطاعات ضرورة حتمية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من خلال زيادة الضرائب على الأثرياء، يهدف بايدن إلى تمويل الخدمات الأساسية وتقليص الفوارق الاقتصادية، موضحة أن هناك اعترافا متزايدا بأن زيادة الضرائب على الأثرياء من الممكن أن تعمل على تعزيز نمو الأعمال والاستثمار.

وتاريخياً، حفّزت معدلات الضرائب الهامشية المرتفعة الشركات على إعادة استثمار الأرباح في عملياتها بدلاً من الانغماس في التعويضات التنفيذية المفرطة، ومن خلال إعادة النظر في السياسات الضريبية، يسعى بايدن إلى تعزيز توزيع أكثر عدالة للثروة، وتشجيع التنمية الاقتصادية على المدى الطويل.

وأكدت نيويورك تايمز، أن الوصمة التقليدية المرتبطة بالزيادات الضريبية آخذة في التلاشي، لاسيما مع ارتباط الضرائب بشكل متزايد بالمنافع المجتمعية والمسؤولية الجماعية، كما أن انتهاء الصلاحية الوشيك للأحكام الرئيسية في قانون تخفيض الضرائب والوظائف لعام 2017 قد مهّد الطريق لمواجهة حزبية حول الضرائب، لافتة إلى أن أجندة بايدن الضريبية الجريئة تشير إلى خروج عن الأعراف السابقة، وتحوّلٍ محتمل نحو نظام ضريبي أكثر إنصافًا.

وختمت صحيفة نيويورك تايمز بالقول، إن نجاح الاقتراح الضريبي الذي قدمه بايدن يعتمد على عدالته وانسجامه مع القيم العامة، لافتة إلى أنه من خلال تأطير الضرائب كواجب مدني ووسيلة لتعزيز تنمية المجتمع، يهدف بايدن إلى حشد الدعم عبر الطيف السياسي، ولاسيما مع اقتراب الانتخابات في أكتوبر/ تشرين الثاني، يمكن أن تُسفر مقامرة بايدن المحسوبة بشأن السياسة الضريبية عن أرباح كبيرة، ما يُعيد تشكيل المشهد السياسي، ويعيد تأكيد دور الضرائب في بناء مجتمع أكثر شمولا .