آلاف الغزيين "أحياء أموات".. ما القصة؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 22 ديسمبر 2023 06:01 مساءً - يشتكي سكان قطاع غزة من ذوي الأمراض المزمنة (الضغط والسكري) من نفاد الأدوية الخاصة بهم؛ الأمر الذي يهدد حياة الآلاف منهم، وذلك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.

Advertisements

وتسبب إغلاق المعابر والاكتفاء بإدخال المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة للقطاع بنفاد الكميات المتوفرة لدى وزارة الصحة ومستشفياتها والصيدليات أيضاً، حيث تبذل هذه الشريحة من السكان جهداً مضنياً لتوفير الأدوية لكن دون جدوى.

وتقول النازحة الفلسطينية من شمال القطاع لوسطه، سهى عبد المالك، إنها منذ أكثر من أسبوع لم تتناول علاج الضغط الخاص بها بسبب نفاده من المستشفيات والصيدليات، مشيرة إلى أن وضعها الصحي تدهور بشكل كبير منذ ذلك الحين.

وأوضحت عبد المالك، في حديث لـ"الخليج 365"، أنها بحثت عن بدائل للدواء المخصص لها، إلا أن جميع الجهات الصحية التي تواصلت معها أكدت لها نفاد أدوية الأمراض المزمنة من قطاع غزة، ونصحوها بالمتابعة الدورية بالمراكز الصحية لتجنب تدهور حالتها الصحية.

أرفف فارغة من الأدويةرويترز

وأضافت: "نحن الآن مهددون بالموت، والحرب أثرت على جميع مناحي الحياة في غزة وخاصة الصحية، فهي تسببت بضعف الرعاية الصحية لنا وبعدم توفر الأدوية"، مطالبة بضرورة العمل على إدخال أدوية الأمراض المزمنة لغزة بأسرع وقت ممكن.

من ناحيته، قال أحمد اسليم، نازح من غزة ومريض سكري، إنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع كانت لديه كمية من الأدوية التي تُصرف له من قبل الجهات الصحية المختصة، واستعملها خلال أول شهر من الحرب.

وأوضح اسليم، في حديث لـ"الخليج 365"، أنه استعمل بدائل من الأدوية عدة بعد نفاد الكمية المتوفرة له، إلا أنه في نهاية الأمر وخلال الأيام الماضية لم يجد أي نوع من أدوية السكري التي كانت متوفرة في السابق سواء بالمستشفيات أو الصيدليات.

وأضاف: "للأسف لم أتمكن منذ نحو أسبوعين من الحصول على أي نوع من أنواع أدوية مرضى السكري؛ الأمر الذي أثر بشكل سلبي جداً على حالتي الصحية، واضطررت لزيارة المستشفى أكثر من مرة للمتابعة والرعاية الأولية".

وتابع: "ذوو الأمراض المزمنة في غزة يعانون الأمرين بسبب الحرب الإسرائيلية وعدم توفر العلاج، وعدم الانتظام في الرعاية الطبية سيتسبب لنا بمشاكل صحية خطيرة على المدى المتوسط والبعيد، وقد يفقد بعضنا حياته".

من ناحيته، يؤكد المدير الطبي لمستشفى شهداء الأقصى، إياد الجبري، نفاد أدوية مرضى الضغط والسكري من مستشفيات قطاع غزة ومن الصيدليات، مشدداً على أن الحرب الإسرائيلية أثرت على جميع الفئات المرضية.

إياد الجبري، مستشفى شهداء الأقصىالخليج 365

وأوضح الجبري، في حديث لـ"الخليج 365"، أنه "منذ أسابيع تعاني وزارة الصحة ومستشفياتها التي لا تزال قيد العمل من نفاد الأدوية بشكل عام وأدوية الأمراض المزمنة بشكل خاص"، مضيفاً: "لجأنا للصيدليات في بداية الأمر لتعويض الفاقد لكن بالنهاية لم يتبق أي حبة دواء لهذه الفئة".

وأضاف: "ما هو متوفر حالياً كميات قليلة فقط من الأنسولين لمرضى السكري من النوع الأول، أما النوع الثاني ومرضى الضغط فلا يمكن العثور على أي نوع من الأدوية لهم"، مطالباً بضرورة إدخال كميات كبيرة من هذه الأدوية لغزة.

وأشار الجبري إلى أن "عدم حصول هؤلاء المرضى على أدويتهم بشكل منتظم يتسبب بمضاعفات خطيرة على وظائف أجسامهم الحيوية، ويمكن أن يؤدي لإصابتهم بأمراض خطيرة كالفشل الكلوي والجلطات الدماغية وأمراض الكبد، وقد يصاب بعضهم بالغيبوبة التي تعتبر الأخطر على المخ".

نفاد الأدوية من الصيدليات يفاقم الأزمة الصحية في غزة

ووفق المسؤول الطبي، فإن "عدد المصابين بالأمراض المزمنة في قطاع غزة كبير جدًّا، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها غزة منذ سنوات طويلة، وهذا يعني أن جميع هؤلاء معرضون لخطر الموت بأي لحظة"، حسب تقديره.