خبراء: هدف إسرائيل بالقضاء على حماس صعب التحقق

محمد الرخا - دبي - الجمعة 22 ديسمبر 2023 07:04 صباحاً - أكد خبراء أن هدف إسرائيل المعلن من الحرب على غزة، القضاء على حركة حماس، هو هدف صعب التحقق.

Advertisements

الخبير في الشؤون العسكرية الدكتور رائد موسى قال إن الأهداف التي أعلنتها إسرائيل في مقدمة حربها على قطاع غزة يصعب تحقيقها، حيث يظهر ذلك جليًا بعد قرابة 80 يوما من الحرب واستخدام كافة الأسلحة جوًا وبرًا وبحرًا فضلًا عن تدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية والبنى التحتية وقتل زهاء 20 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين.

رائد موسى، خبير عسكريمتداولة

وأضاف أن كل ما فعله الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة لا يشير إلى تحقيق الأهداف الكبيرة التي أعلن عنها في بداية الحرب وأكد عليها خلال عدة جلسات للمجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) لا سيما أن إسرائيل تشهد ضغوطًا عربية ودولية غير مسبوقة لوقف إطلاق النار وإيقاف العملية العسكرية البرية على عدد من محافظات القطاع.

وأشار الخبير العسكري خلال حديثه إلى أن الظروف الحالية لا تخدم دولة إسرائيل، لا سيما مع قرب إجراء الانتخابات الأمريكية، وعلو أصوات يسارية تقدمية من داخل الحزب الديموقراطي الحاكم، ترفض استمرار دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل في حربها وقتل آلاف المدنيين والأطفال الجدد، فضلًا عن المعارضة الإسرائيلية في الشارع الإسرائيلي التي بدأت بإعلاء أصواتها مطالبة بإرجاع كافة المحتجزين لدى حركة حماس أحياء حتى لو كان على حساب الأهداف المعلنة للحرب.

وأوضح موسى أن القضاء على حركة حماس سلطويًا وعسكريًا من الصعب تحقيقه، حيث استطاعت الحركة خلال 17 عاما منذ سيطرتها العسكرية على القطاع، بناء ترسانة عسكرية ومنظومة حكم أمنية يصعب تفكيكها إلا بالقضاء المباشر على كل عنصر ينتمي إليها بالإضافة إلى القضاء على شبكة الأنفاق العملاقة أسفل قطاع غزة والتي تحتوي على كافة العناصر المقاتلة والقيادات العسكرية والترسانة التي تملكها.

يصعب تفكيك حماس إلا بالقضاء المباشر على كل عنصر ينتمي إليها

رائد موسى، خبير عسكري

وبيّن موسى أن الورقة الأهم بيد حماس والتي يجعلها قادرة على خوض المفاوضات في ظل الظروف الراهنة هي امتلاكها لأكثر من 130 أسيرا إسرائيليا؛ الأمر الذي من شأنه إجبار إسرائيل على الجلوس والتفاوض وعقد الصفقات، لا سيما أن الإدارة الأمريكية الحالية والوساطات الدولية تضغط باتجاه عقد صفقات تبادل جديدة يتخللها وقف مؤقت لإطلاق النار.

وختم الخبير العسكري حديثه بالقول إن كل المؤشرات تدلل على أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها بالقضاء على حماس، بدليل استمرار الاشتباكات حتى اللحظة في شمال غزة فضلًا عن استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه تل أبيب والمدن الإسرائيلية بعد أكثر من 65 يومًا على بدء العملية العسكرية البرية فيها إلى جانب بقاء منظومة الأنفاق فيها في ظل اكتشاف جزئي لبعضها، مشيرًا إلى أن ما تبقى أضعاف ما تم اكتشافه وتدميره.

من جهته قال الباحث في الشأن السياسي والعلاقات الدولية الدكتور منصور أبو كريم إنه "استنادًا إلى تقارير الجيش الإسرائيلي العسكرية فإن دمارًا واسعًا طال البنية التحتية العسكرية لحركة حماس فضلًا عن قتل قيادات عسكرية في مراكز حساسة في الجناح العسكري للحركة".

منصور أبو كريم، باحثمتداولة

وأضاف أبو كريم في حديث خاص لـ"الخليج 365"، أن الجيش الإسرائيلي أعلن في وقتٍ سابق أن العملية العسكرية لتحقيق أهداف الحرب تحتاج إلى عدة أشهر وربما إلى سنوات، وهذا يدلل بشكل صريح على النية الإسرائيلية في البقاء داخل قطاع غزة وإعادة التموضع في المحاور الرئيسة الغربية والشرقية وإعادة تفعيل الحواجز العسكرية.

واختلف أبو كريم مع موسى في أن الظروف الدولية لا تؤثر على القرارات الإسرائيلية الرئيسة، موضحا أن ذلك ظهر جليًا في الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن أفضى إلى وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن في دعم واضح وضوء أخضر أمريكي لاستمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.

حماس تؤكد أن هدف إسرائيل بالقضاء عليها "محكوم بالفشل"

واتفق الخبيران في أن الحركات الأيديولوجية ذات البعد الوطني يصعب القضاء عليها، لا سيما في أن القضاء عليها يحتاج إلى عملية اجتثاث تطال كل منتمٍ إلى هذه الحركة.