هل تعيد دعوات إسرائيل لتهجير الغزيين إحياء مشروع "إيجورا آيلاند"؟

محمد الرخا - دبي - السبت 14 أكتوبر 2023 08:05 مساءً - أثارت الخطوة الإسرائيلية المتمثلة بدعوة سكان قطاع غزة بالتوجه جنوبا إلى مصر، استنفار القاهرة التي لم تتأخر في الرد على تلك الخطوة التي قد تنذر بحدوث أزمة بين الجانبين ما لم يتم احتواؤها قبل أن تتسع أكثر، على وقع اشتداد قصف غزة والتحذيرات المتصاعدة عربيا ودوليا من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

Advertisements

وفيما وصف الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، المطالب الإسرائيلية التي نادت الغزيين بالاتجاه إلى مصر بـ"السخيفة التي لن تتحقق"، اعتبر خبراء أن تل أبيب "أعادت إحياء مخططات قيادات جماعات إسلامية هدفت لإقامة دولتهم الإسلامية ومشروعهم التوسعي".

حماس قبلت بالعرض!

وفي تصريح أدلى به لـ"الخليج 365" قال عمرو موسى: "إن مثل هذا الطرح الإسرائيلي السخيف لا يقبل به أحد، ليس فقط لأنها أرض مصرية وإنما لكون إسرائيل تريد أن تخلق موجة لجوء جديدة ومصر لا تقبل بهذا أبدا".

ويوم الخميس، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضرورة أن يبقى سكان غزة موجودين "على أرضهم" في القطاع، محذّرًا من أن خروجهم قد يؤدي إلى "تصفية القضية" الفلسطينية.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قال في مناسبات عديدة سابقة إن: "حماس قبلت بفكرة الدولة المؤقتة والتي فيها سيتم تأجيل قضية القدس المحتلة وأزمة عودة اللاجئين".

وتابع: "حماس وافقت على هذه الفكرة (دولة فلسطينية مؤقتة)، وفي أيام محمد مرسي العياط كانت مطروحة على أساس يعطونا شقفة (قطعة) من سيناء حتى يدخل شعبنا ويعيش هناك، تحت اسم مشروع إيجورا آيلاند".

عتاب مرسي للرئيس عباس

واعتبر عباس حينها أن "هذا مشروع تصفوي للقضية الفلسطينية، وقلت هذا الحديث بصراحة للرئيس (الأسبق) مرسي: إحنا موافقين. قلتله: هذه تصفية للقضية".

وذكر عباس أن الرئيس محمد مرسي عاتبه على رفض العرض، وقال: "وإنت مالك إنت هتاخد أرض وتوسع غزة".

وقال الرئيس الفلسطيني في تصريحات أخرى منفصلة إنه رفض عرضاً إسرائيلياً لاستلام 1000 كيلومتر في سيناء في عهد الرئيس محمد مرسي.

ثورة وطموح توسعي

وهنا يقول المحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي، بنحاس عنباري في تصريح أدلى به لـ"الخليج 365"، إن موافقة حماس على هذه الخطة تأتي بسبب مصلحتها المباشرة في تحقيق طموحها التوسعي، بحسب تعبيره.

وأضاف: "حماس ليس لديها عقل دولة، بل لديها عقل ثورة، وهي ثورة إسلامية مثل ثورة الخميني، وطموح الجماعات الإسلامية بأخذ قطعة من سينا هو طموح توسعي، والحكومة المصرية واعية لهذه النوايا وهي لن تسمح بذلك أبداً".

ويتفق مع هذا القول الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي سابقًا، والمستشار في معهد الولايات المتحدة للسلام السفير، هشام يوسف، حيث قال في تصريح لـ"الخليج 365"، إن الشعب الفلسطيني يرغب بإقامة دولته على أراضيه، وحماس تعلم أن مصر لن تقبل بتخصيص شبر واحد للفلسطينيين أو لأي طرف على أراضيها، حتى لو راودت هذه الأفكار بعض القيادات الإسلامية.

جماعة الإخوان تنظر إلى بعض الأمور من منظور إقامة أمة إسلامية دون اعتبار للعديد من الثوابت

هشام يوسف

ولفت يوسف إلى أن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي عندما طرح الموضوع على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "لم يكن الموضوع حينها بيده حتى لو طرح الأمر وناقشه مع الرئيس الفلسطيني".

وبين: "في تقديري لم يُبحث هذا الأمر في إطار تعاون جماعة الإخوان مع إسرائيل ولكن في ضوء رؤية الإخوان التي تنظر إلى بعض الأمور من منظور إقامة أمة إسلامية، دون اعتبار للعديد من الثوابت التي لا يمكن تجاوزها أو التخلي عنها".

وشددت السعودية يوم الجمعة عبر بيان نشرته وزارة الخارجية على رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، مدينة استمرار استهداف المدنيين العزّل في القطاع، بحسب نص البيان.

وحول المطالب الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين، قال المحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي، بنحاس عنباري هي مطالب وجهتها حكومة "صبيان غبية" للأسف. مضيفاً: "أساسا إسرائيل قصفت معبر رفح كيف يتلاءم هذا مع مثل هذه التصريحات؟".

وقال: "نتمنى أن يخرج عن الحكومة حديث عاقل ومنطقي، فمثل هذه التصريحات ليس لها أي معنى".

مصر بدورها حذرت، يوم الجمعة، من مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة، وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة، والتوجه جنوبًا.

وهي مطالب يصفها مراقبون بأنها تمهد لتعزيز خطة الحكومة الإسرائيلية ببدء تهجير أهل غزة إلى سيناء.

ووجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خطاباً عاجلاً للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، طالب خلاله بضرورة "أن يضع ثقله السياسي والمعنوي للحيلولة دون حدوث جريمة حرب جديدة تخطط إسرائيل لارتكابها، كجزء من حملتها الدموية المخزية ضد قطاع غزة عبر مطالبتها كافة سكان شمال قطاع غزة بالانتقال فوراً إلى جنوبه".

من مشاهد نزوح الغزيينAFP

عمرو موسى لـ"الخليج 365": دعوة إسرائيل سكان غزة إلى التوجه لسيناء "سخيفة"

هذه الأحداث ضربت جرس إنذار مهما جداً وهو أن تجاهل طلبات وحقوق الفلسطينيين وإهانتهم أمر غير مقبول

عمرو موسى

وأشار هنا أمين عام الجامعة العربية السابق في حديثه لـ"الخليج 365"، إلى أن تهجير الفلسطينيين "أمر مرفوض ولن يتحقق ومصر لا تشارك أراضيها مع أحد، سواء عرضه مرسي أو غيره.. هذا الموضوع سخيف ومصر وعلى لسان رئيسها رافضة لمثل هذا الطرح رفضا تاما، ولا يصح تفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها".

وقال عمرو موسى، إن "هذه الأحداث ضربت جرس إنذار مهمًا جداً وهو أن تجاهل طلبات وحقوق الفلسطينيين وإهانتهم أمر غير مقبول، ولا بد من التحرك نحو السلام وقيام دولة فلسطينية مستقلة صالحة للحياة يضمن أمن الجميع بمن فيهم إسرائيل".

وشدد على أن جميع الدول سواء المطبعة أو غيرها عليها أن تعمل على تحقيق السلام العادل للفلسطينيين.

وعن خطة "إيجورا آيلاند" أكد المحلل السياسي والعسكري الإسرائيلي، بنحاس عنباري الذي كان في وقت سابق مسؤولاً عن الإدارة المدنية في الضفة الغربية، أن هذه الخطة طرحها الجنرال إيجورا آيلاند، حينما كان رئيسا لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي عام 2004".

وأضاف: "خطته غير قابلة للتنفيذ وليس لها فرصة لأن ترى النور أبدا، حيث إن مصر لن تسمح لأي فلسطيني بدخول أراضيها بهذه الطريقة (طريقة التهجير)".

ما مشروع "إيجورا آيلاند"؟

  • المشروع  يقضي بتنازل الفلسطينيين عن 12% من مساحة الضفة الغربية لإسرائيل.

  • المشروع يقوم على توسعة قطاع غزة باتجاه سيناء، على مساحة تصل إلى 720 كيلومترا مربعا.

  • تكون المساحة من سيناء، وتمتد من مدينة رفح المصرية وحتى حدود مدينة العريش، لمسافة بعمق 30 كيلومترا.

  • تحصل مصر على مساحة مماثلة في صحراء النقب من إسرائيل.

  • المقترح قديم وسبق أن رفضه الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأجهضه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيرًا للدفاع.

مصر ترفض طلب إسرائيل من سكان غزة مغادرة منازلهم

إلقاء غزة في البحر

واعتبر الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي سابقًا، والمستشار في معهد الولايات المتحدة للسلام السفير، هشام يوسف، أن هناك رغبة إسرائيلية قائمة منذ عقود لمحاولة التخلص من مسؤوليات إسرائيل كدولة احتلال خاصة فيما يتعلق بغزة.

وأضاف في تصريح أدلى به لـ"الخليج 365": "كانت قيادات إسرائيلية تقول علناً إننا نأمل بأن نلقي بغزة في البحر"، مبيناً أن مصر على مدى عقود طويلة تعي أن إسرائيل لا تزال القوة المسيطرة والمحتلة للأراضي الفلسطينية سواء في غزة أو في الضفة الغربية وغيرها من الأراضي التي احتلت عام 67".

وأشار يوسف إلى أن إسرائيل يجب أن تستمر بتحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال لهذه المناطق، وهذا الموقف المصري ثابت ولم يتغير ولا مجال للنقاش فيه، على حد تعبيره.

وأضاف: "الرد المصري في كل مناسبة كان واضحا ومفاده بأنها لن تناقش أي أمر بما يتعلق بالتنازل عن أي شبر من أراضي سيناء".

التزام مصري

وقال: "إن مصر بنفس الوقت ملتزمة بمتطلبات الأوضاع الفلسطينية في غزة، وبالتالي كانت هناك رغبة مصرية خلال الأيام الماضية بإرسال مساعدات إنسانية لغزة خاصة في ضوء ما قامت به إسرائيل بقطع المياه والكهرباء عن القطاع".

وأشار إلى أن ارتباط الشعب المصري بأرضه هو ارتباط غير طبيعي ولا توجد أي إمكانية لمناقشة مثل هذه المواضيع بأي شكل من الأشكال.

وأكد أن تصوره، هو أن مصر ستكون مستعدة للدخول في مواجهات عسكرية للحفاظ على أراضيها وحتى لا يتحقق هذا الأمر.