وسط دعوة برّي للحوار.. هل يكون أيلول حاسمًا على صعيد استحقاق الرئاسة اللبنانية؟

محمد الرخا - دبي - الاثنين 4 سبتمبر 2023 01:04 صباحاً - لا تزال الأوساط اللبنانية منشغلة بقراءة دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي للحوار لمدة 7 أيام، والذهاب تاليًا إلى جلسات مفتوحة، لغاية انتخاب رئيس للجمهورية، وسط حديث عن أن شهر أيلول/سبتمبر الجاري قد يكون حاسمًا على صعيد الاستحقاق الرئاسي.

Advertisements

وأعادت دعوة برّي وضع الاستحقاق الرئاسي من جديد في أولوية التداول، وشكلّت مقدمة لمهمة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، على بعد نحو أسبوعين من عودته المرتقبة إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وتزامنت الدعوة أيضًا مع زيارتين إلى لبنان، الأولى أمريكية، أجراها الوسيط الأمريكي في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، عاموس هوكستين، والثانية إيرانية، قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّيرويترز

وبدا أن مبادرة برّي قسمت قوى المعارضة، التي كانت قد توافقت في آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية على التصويت للمرشح جهاد أزعور، في مواجهة مرشح حركة أمل وحزب الله سليمان فرنجيه.

وفيما رحبت بالمبادرة كتلة لبنان القوي النيابية برئاسة النائب جبران باسيل، وكتل وسطية أخرى إلى جانب عدد من النواب التغيريين، نالت دعوة برّي انتقادات حادة وفورية من جانب حزبي القوات اللبنانية والكتائب.

لكن رئيس حزب القوات سمير جعجع لم يعلن في كلمته بمناسبة "ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية" موقفًا مباشرًا من دعوة برّي للحوار، حيثُ قال: "نحن مستعدون أن نتحمّل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمّل فسادهم وسرقاتهم وسوء إدارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية".

المرشح جهاد أزعوررويترز

وأكد جعجع أنه "لن نرضى إلاّ برئيس يجسّد، ولو بحد مقبول، قناعاتنا وتطلعاتنا فيكون بقدر مهمة الإنقاذ التي يحتاجها البلد".

وقد ذكرت أوساط القوات اللبنانية أن اجتماعا سيعقد يوم غد الإثنين لاتخاذ موقف من دعوة برّي.

فيما كان لافتا ترحيب البطريرك مار بشار بطرس الراعي بدعوة برّي للحوار، إذ قال في عظة اليوم الأحد: "إنه يقتضي المجيء إليه، اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه".

من جانبه، اعتبر الصحافي والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل أن الحوار خطوة جيدة، خاصة وأنه محكوم بمهلة زمنية مدتها 7 أيام، معتبرًا أنه "محاولة ويفترض أن تشكل محطة، قد تحمل تقاربا ولكن ليس حسما لجهة تحديد اسم الرئيس".

المرشح سليمان فرنجيهرويترز

وأشار أبو فاضل، لـ"الخليج 365"، إلى أنه "لا مانع من الجلوس إلى الطاولة، والاعتراف بأن كلا من المرشحين الرئاسيين سليمان فرنجية وجهاد أزعور أصبحا غير قادرين على خوض المنافسة على الرئاسة الأولى، والاتفاق على مرشح آخر".

واستبعد أبو فاضل أن تكون دعوة برّي للحوار تعويما لمهمة الموفد الفرنسي، مشيرا إلى أن "ظروف استكمال المبادرة الفرنسية أصبحت معقدة وفرصها ضيقة".

وبين أن "زيارة لودريان المُرتقبة كأنها محاولة لوداع اللبنانيين، بعدها ستدخل وساطات دولية أخرى مختلفة وتتسم بالجدية"، مضيفًا أن "جو التهدئة الحاصل على صعيد العلاقات السعودية الإيرانية قد ينعكس إيجابًا على صعيد الاتفاق على رئيس توافقي في لبنان".