هل تنجح مساعي "إيغاد" بنشر قوات أفريقية في السودان ؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 11 يوليو 2023 04:05 مساءً - أثارت دعوة قمة "إيغاد" لنشر القوة الاحتياطية لدول شرق أفريقيا "إيساف" داخل السودان لحفظ الأمن وايصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، تساؤلات حول إمكانية انتشار تلك القوة وتحقيق أهدافها.

Advertisements

ودعت قمة مجموعة دول "إيغاد" الأفريقية المنعفدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الاثنين، الدول المشكلة لقوات "إيساف" إلى عقد قمة من أجل النظر في إمكانية نشر القوة الاحتياطية في السودان.

وتأسست قوات "إيساف" وهي اختصار لـ"قوات طوارئ شرق أفريقيا" عام 2004، وتتضمن ثلاثة مكونات: "عسكري وشرطي ومدني" بمشاركة 10 دول هي السودان، كينيا، إثيوبيا، أوغندا، رواندا، بورندي، سيشل، الصومال، جزر القمر، وجيبوتي.

لا بديل عن الدبلوماسية

وقال المحلل الأمني، الفاتح عثمان محجوب، إن "قرارات قمة "إيغاد" تشكل خطرًا على السودان، فيما يتعلق بدعوتها إلى تدخل قوات شرق أفريقيا في البلاد وحظر الطيران والمدفعية الثقيلة".

وأضاف في حديثه لـ "الخليج 365"، أن "تدخل "إيساف" سيكون بالتنسيق مع الحكومة السودانية، وهو ما يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الكيني بأن السودان لا يوجد به حاليًّا حكومة.

وأكد محجوب، أن " أي تدخل دولي أو إقليمي في السودان سينظر إليه على نطاق واسع بأنه غزو وسيجابه بمقاومة واسعة، وفي حال اختارت (إيساف) التحالف مع أحد طرفي الصراع سيزداد الأمر تعقيدًا وستكون العواقب كارثية"، على حد وصفه.

وأشار إلى أن "الخسائر البشرية ستكون عالية جدًّا وربما أضعاف أضعاف خسائر الحرب الحالية بين الجيش والدعم السريع".

وشدَّد المحلل الأمني على أنه "لا بديل عن الدبلوماسية إلا الدبلوماسية والأفضل للسودانيين البحث بجدية عن حل داخلي للأزمة الحالية التي تهدد تماسك الدولة السودانية".

بديلة لقوات أممية

وقال الخبير العسكري، علي ميرغني، إن بعض الدول المعنية بما يحدث في السودان يمكن أن توفر الدعم المالي اللوجستي لقوات ايساف".

وأضاف ميرغني في حديثه لـ "الخليج 365"، أن "رؤساء دول أفريقية كثرًا سيرحبون بإرسال قوات عسكرية لأسباب مالية، على غرار ما حدث في تكوين القوات الأفريقية ببعثة "اليوناميد" لحفظ السلام في دارفور".

وأشار إلى أن "قوة "إيساف" سبق وأن شاركت في قمع انقلاب بجزر القمر بمشاركة قوات سودانية".

وأوضح، أن "قرار التدخل يتطلب موافقة الدولة المعنية، إلا أن هناك فقرة مطاطة قد تسهل إرسال قوات دون موافقة حكومة الدولة المعنية في حال الظروف الاستثنائية مثل ما يجري في السودان".

وأشار إلى أن "ملف الأزمة السودانية سحِب من مجلس الأمن، تفاديًا لعقبات "الفيتو" الذي قد تستخدمه الصين أو روسيا، لعرقلة نشر قوات قوات أممية".

وتوقع أن "تكون قوات "إيساف" بديلة عن القوات الأممية وستجد كل الدعم من الدول التي تنشط في حل الأزمة السودانية".

وختم ميرغني حديثه لـ "الخليج 365" بالقول، إن "أمريكا تراهن على أن الجيش الذي تنظر إليه كصمام أمان في السودان، وأن أي وضع آخر غالبًا سيخلق فوضى تفتح الباب لدخول المنظمات المتطرفة وعندئذ سيكون الاستقرار في الإقليم كله في مهب الريح".