الارشيف / عرب وعالم

الاستشاري النفسي السعودي طارق الحبيب يثير جدلًا بانتقاده "جيل الطيبين"‎

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 25 مايو 2022 11:00 مساءً - شنَّ مدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هجومًا لاذعًا ضد استشاري الطب النفسي السعودي الدكتور طارق الحبيب، واتهموه بالإساءة إلى الجيل الماضي، وجيل آبائهم، عقب انتقاده لأسلوب التربية سابقًا الذي كان يعتمده الآباء من ”سلطة وتحكم بأبنائهم“.

وجاءت تصريحات الدكتور السعودي البارز خلال لقائه عبر برنامج ”ليالي الكويت“ الذي يبثه تلفزيون الكويت الرسمي، حيث وجَّه انتقادات لاذعة للجيل الماضي، وأبدى عدم رضاه عن أسلوب تربيته.

وقال الدكتور الحبيب ردًا على سؤال لمقدم البرنامج عن الجيل الماضي أو من أسماهم بـ ”جيل الطيبين“: ”الله لا يعيد جيلنا، ولا جيل آبائنا، ولا جيل الطيبين، كانوا يدوسون على عيالهم، ومقفلين عليهم، كنا في الحارة التي نعيش فيها عبارة عن مسجد، ومزرعة، وبيت الجيران، كانوا يعيشون السلطوية في علاقاتهم“.

وأضاف أنه ”ربما لو لم يعش بطريقة جيل الآباء هو وكثيرون كان من الممكن أن يصبحوا أفضل مما هم عليه اليوم“.

وتابع أنه ”يجب على الجميع تهيئة أعلى الظروف لتعلم معنى الطفولة“، مبينًا أن ”منع الطفل من الكذب يعد جريمة، حيث إن الكذب بين الثالثة والرابعة من العمر هو سعة خيال وليس كذبًا، فمنع الطفل من الكذب هو منع له من الخيال والتفكير الابتكاري في المستقبل“.

إلا أن هذه التصريحات والانتقادات فتحت بابًا واسعًا للهجوم على الدكتور الحبيب من قِبل النشطاء الذين أطلقوا وسمًا أشاروا فيه إلى أن الدكتور يسيء لآبائهم.

وانتقد الناشط عبدالخالق الزهراني حديث الدكتور طارق مبديًا استغرابه من هذا الطرح، حيث قال: ”أتعجب من الكلام الذي قاله د. طارق الحبيب “ الله لا يعيد جيلنا، و لا جيل آبائنا، و لا جيل الطيبين“، ألم يسمع بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أورده البخاري في صحيحه: “ لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ”“.

واعتبر الناشط عبدالرحمن الطويرقي أن حديث الدكتور الحبيب إنكار لجهد الآباء فيما وصل إليه أبناؤهم وقدموه من إنجازات، قائلًا: ”#طارق_الحبيب_يسيء_لآبائنا، يكفي جيل الطيبين أنهم صنعوكم حتى أصبحتم دكاترة فأنكرتم جهودهم التي ربوكم عليها، فلم تكن لديهم إمكانات، جيل صنع رجالًا، لاتجازوه بنكران الجميل، وجحدان المعروف الذي تبغضه العرب، جيل ظروفه المادية، ووسائل النقل كانت صعبة، لكنها جعلتهم يستثمرون فيكم فأصبحتم ذا مكانة، لا تجحدوا“.

وبأسلوب غاضب، وصف الناشط محمد اليحيا الدكتور طارق بـ ”الجاهل، وناكر الجميل“، وقال: ”عُرف عن د. طارق الكثير من الأمور التي تجعل أي عاقل يفقد الثقة به، وبأخلاقه، وعلمه“. تعنصر ضد أهل الجنوب الكرام، ثم تاجر بصحة المرضى بجهاز مغشوش، والآن يشتم آباءنا، وأمهاتنا، ومنهم أمه وأبوه اللذان جعلا منه ”تاجرًا“. الله لايعيد أمثاله من الجهلة، وناكري الجميل“.

وتوالت التعليقات المنتقدة للدكتور طارق من قِبل كثير من النشطاء الذين اتهموه بإهانة آبائهم وأمهاتهم، إلا أن البعض أبدى تأييده لحديثه، ومنهم ناشطة تُدعى السنافي، حيث قالت: ”الدكتور طارق الحبيب صدق في كل كلمة، ليش تتحسسون من الحقيقة، وتحرفون كلامه بما يناسبكم؟ أكثر الناس لم يدرسوا بسبب أن تربية الأغنام كانت أولى عند الأب، وأكثر النساء لم تدرس لأن ذلك كان عيبًا، أتكلم عن الثمنينيات والسبعينيات“.
https://twitter.com/Q55760/status/1529431622432575488?s=20&t=xyYJ-0EQeWEArTWfBOClmg

وكتبت مدونة أخرى: ”ما قال إلا الحقيقة، جيل الاستعباد، والرجعية، وكم من أشخاص ضاعت حقوقهم، وظُلموا مع جيل الطيبين“.

https://twitter.com/Q55760/status/1529431622432575488?s=20&t=xyYJ-0EQeWEArTWfBOClmg

ودفع ذلك الجدل الواسع، الدكتور طارق للخروج والرد على الانتقادات والهجوم الذي طاله، وقال إنه سيُجري مقارنة بين جيل الطيبين والجيل الحالي من ناحية نفسية واجتماعية.

وتطرَّق إلى الفروقات بين الجيلين وفق رؤيته، لافتًا إلى أن ”هناك فرقًا بين الجيل الحالي والماضي من ناحية توافر وسائل النقل والمواصلات التي لم تكن سابقًا على ما هي عليه اليوم، وبأن الجيل الحالي فيه من الأطباء والأكاديميين أكثر من الجيل السابق، وأن قدرة الإنسان الآن على التكيف مع الآخرين من مجتمعات أخرى أكبر بكثير من الجيل الماضي، وأن القدرات العقلية للطفل في الوقت الحالي أسبق وأنضج مقارنة بالطفل في الزمن السابق“.

وأشار في سياق مقارنته إلى أن ”الجيل الماضي لو عاش نفس الظروف الحالية لكان أقل جدية، كما ذكر أن التدين في بعض المجتمعات سابقًا كان جبريًا أو تقليديًا أو نفاقًا أو مجاملة عكس الوقت الحالي، وأشار إلى أن الجيل الماضي كان يعيش علاقة تربوية سلطوية“.

وختم الحبيب حديثه بتأكيده بأن ”الأصل هو التربية على مركز التحكم الداخلي، بأن تحكم تصرفات الشخص ما يسير مع مبادئه، لا أن تتم التربية على أساس مركز التحكم الخارجي بالنظر إلى آراء الآخرين“.

يُذكر أن طارق الحبيب، وُلد في محافظة عنيزة في منطقة القصيم، وحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة الملك سعود، وواصل دراساته العليا في الطب النفسي في أيرلندا وبريطانيا، وتتركز اهتماماته العلمية على علاج الاضطرابات الوجدانية.

Advertisements